لماذا هذا التوتر الزائد في المنزل ؟ لماذا لاتدع أطفالم وشأنهم ؟ فالطفل بحاجة إلى اللعب كحاجته إلى الطعام ، وطاقة الطفل تفرض عليه الحركة الكثيرة ، وحب الاستكشاف، وحين تأسر الطفل عن الحركة ، أنت تأسره عن الإبداع أيضاً .
فلبنٌ انسكب من أحد الأطفال على “الموكيت”.
كوبُ زجاجٍ تحطم بعد أن وقع على السيراميك .
بدأت سيلاً من الشتائم واللعن والسباب.
لماذا ؟ لا تجزع على شيءٍ يُمكن إعادته كما كان أو قريبًا مما كان.
صحة أولادنا أعظمُ عندنا من كوب ماءٍ يوزع مجانًا في بعض المحلات.
أعصابُنا ليست فداءً لسجاد، أو كنب سوف يُباع يومًا ما بأبخس الأثمان.
نحن نشتري بالمال الأدوية المكلفة ، طلبًا للعافية، فلماذا نبيع العافية بأشياء تافهةٍ؟!

☆ نحن نحول حياتنا وحياة أطفالنا إلى جحيم :

•• إننا نحن الذين نحوِّل حياتنا إلى جحيمٍ، إننا نحن الذين نحرق أعصابنا بأيدينا، ونشتري الأمراض المستعصية بأغلى الأثمان.

•• حينما تكونُ صحة أولادنا وراحتهم وقوةُ شخصيتهم أرخصَ من كوب ماءٍ قيمة ( 100 ليرة )، فهذا دليلٌ على أننا وصلنا إلى مستوًى سيئ، يُعبر عن ضحالةٍ في التفكير، وجهلٍ بمآلات الأمور.

•• إن كل ما يُمكن أن ينظف، أو يكنس، أو يعود كما كان، أو قريبًا مما كان – لا يليق بالعاقل أن يغتمَّ بسببه، أو يشكو من أولاده ويتهمهم بالشقاء.

•• مشكلتُنا أننا نُريدهم أن يفكِّروا بعقولنا، التي ما بلغناها إلا بعد أن استوى بنا العمرُ، وبعضُنا كان في صغره أسوأ حالاً من أبنائه الآن!

أعلم أنك تقولُ: ولكني لا أرضى بالخطأ ولا أحبه، والعبثُ والإفسادُ لا يُمكن قَبُولُه.
أنا لا أقول لك: دعْهم يعبثُوا، ويُفسدوا، ولستُ أطلُب منك أن تُحب الخطأ أو ترضى به.

☆ أمران يجب أن تعرفهما في التعامل مع أطفالك :

• أولاً : علينا أن نتعامل مع أبنائنا أو خدمنا برفقٍ ، فالرفقُ ما كان في شيءٍ إلا زانه، ولا نُزع من شيءٍ إلا شانه، وإلا سوف نندم يومًا من الدهر حين يحدُث لنا أو لهم ما نحن في غنًى عنه، فبعضُ الحماقات التي قد نرتكبها لن يمسحها عبارةُ: “لم أقصد – ما كنتُ أتوقع – كنتُ أريدُ كذا .

• ثانياً:  علينا أن نُعطي الأمور أحجامها، ونجعل ما يُمكن تصليحُه أو تعديله فداءً لما لا يُمكن تصليحُه أو تعديله، وإذا كان الخطأُ قد وقع، فغضبُك لن يُصلح ما فسد، في حين أنه سوف يكلفك الكثير، والقويُّ من استطاع أن ينتصر على نفسه.
والعاقلُ من أعطى كلَّ شيءٍ قدره.

التعليقات