تعد عادةُ مص الأصابع عند الأطفال الصغار طبيعية، وهي امتداد لمرحلة الرضاعة ، حيث تستكمل عملية إشباع حاجات الطفل الفسيولوجية، ولكن هذه العادة إذا استمرت بعد مرحلة الطفولة المبكرة، فإنها تشكل قلقًا للوالدين بعد أن كانت دليلاً على التوافق العصبي والعضلي عند الطفل.
وعندما يضع الطفلُ إبهامَه في فمِه تنغلق عليه الشفتان، وتتلو ذلك حركات مصٍّ من الشفتين والوجنتين واللسان، وتكون الأظفار عادةً إلى أسفل، وفي الغالب ما تحكُّ يدُ الطفل الأخرى جزءًا من الجسم؛ كالأذن، أو الشعر، أو شيئًا آخر كالغطاء، وبالرغم من انتشار مصِّ الإصبع بين أبناء السَّنة والسنتين، فإن هذه العادة ستضمحل تدريجيًّا مع نمو الطفل، وقلة من الأطفال تستمر عندهم هذه العادة إلى سن المراهقة والشباب، ويكون عدد البنات يتجاوز عدد الأولاد بين ماصِّي أصابعهم.

☆ ماهي أسباب مص الطفل إصبعه ؟

1- الميل القويُّ للمصِّ عند الصغار، وهناك أدلة على أن بعض الأجنَّة تمص أصابعها، وهي  في الرحم.

2- الإحساس بالسعادة، والدفء، والرضا، والمتعة عند مصِّ الإصبع.

3-  تمنح الطفلَ الراحةَ والاسترخاء.

☆ ماهي الآثار السلبية لعادة مص الإصبع ؟

•• ظلَّ أطباء الأسنان يُحذِّرون من النتائج السيئة التي يتركها مصُّ الإبهام على عظامِ الفكِّ، وتشوه الأسنان، وصعوبة المضغ، والتنفس، وتشوُّه الوجه نفسه.

••الماصُّ لإصبعه أثناء هذه العملية يكون أقل ميلاً إلى الاستجابة، حتى إنه لا يستجيب لنداء السائل لو ناداه باسمه؛ ذلك لأن الطفل أثناء المصِّ ينقطع عن العالَم الخارجي، ويَغرَق في الأحلام، حتى إن التكلُّم معه لا يُجدِي، وتزداد هذه الحالة عندما يَسخَر منهم أطفالٌ آخرون، خاصة إذا كانوا أصغر سنًّا منهم.

طرق الوقاية:

1- إعطاء مصَّاصة كبديل:
وهذه تستخدم كبديل ناجح، وعادة يُقلِع الأطفال عنها ببلوغهم سن الثالثة، ولكن ذلك لا يحدث في حالة الإبهام، ويؤدِّي إلى تشوُّهٍ أقل منه في حالة الإبهام؛ حيث إنه يعتقد أنها قد تصحِّح تشوه الانغلاق عند الأطفال.

2- التسامح :
فلا يُحدِث الأبوان ضجَّة في حالة مصِّ الطفل لإبهامه وهو صغير دون الرابعة؛ لأنه عادة يُقلِع عنها بعد هذه السن.

3- توفير الأمان:

كلما شعر الطفل بالأمان قلَّتْ حاجته إلى البحث عن الراحة بمصِّ إبهامه؛ لأن أي مصدر للتوتر يجعل الطفلَ يبحث عن الأمن، والذي قد يكون بمص إبهامه، وبالتالي توفير جوٍّ من الراحة والأمان يساعد في الوقاية من هذه العادة.

4 – إطالة مدة الرضاعة:
إذا كان الطفلُ يمصُّ إبهامَه فورَ انتهائه من الرضاعة، فيستحسن إطالة مدة الرضاعة، ويتضمن ذلك إطالة فترة الرضاعة وتأخير الطعام.

☆ كيف تعالج هذه العادة عند الطفل ؟
• أولاً –  التجاهل : ذلك للأطفال دون سن السادسة ، لأن معظمَهم يُقلِعون عن هذه العادة  تلقائيًّا، ولأن المبالغة في مكافحة هذه العادة تزيد في تعقيد المشكلة وتضخُّمها، وعلى ذلك فإن من الأفضلِ اتخاذ موقفٍ متسامح ، حتى يَشعُر الطفل أن المصَّ قضية غير مهمة، وأَظهِر حبَّك له، والتفاهم الواسع، وخفِّف من توتره، ولا تلجأ إلى إجراءات تأديبية عنيفة ، حتى لا يؤثِّر ذلك على نفسية الطفل.

• ثانياً – التوجيه: من المفيدِ أن يَعلَم الطفلُ مخاطرَ هذه العادة، ويطلع على النتائجِ السلبية  لها، فيَطلُب من والديه التعاونَ معه للتخلص منها.

•ثالثاً-  الثواب والعقاب : لقد أثبتَ الثواب جَدْوَاه، سواء أكان مديحًا أم هدايا تُقدَّم للطفل،  وتعتبر المأكولات بديلاً عن المصِّ، وهي نوع من الفِطَام عنه، فيُستحب مكافأة الطفل كلما وجد إصبعه جافًّا، وتعديد أشكال الثواب، بالإضافة إلى جدوى وجود عقوبة يسيرةلكل مرَّة يُضْبَط فيها الطفل وهو يمصُّ إبهامه ، كحرمانه من بعض الحلوى، أو إغلاق التلفاز مثلاً.

•رابعاً – الاستجابة المنافسة: وذلك بتعليم الطفل أن يقوم بأعمال أخرى بنفس اليد عندما يشعر بحاجته للمص ، للتخلص من هذه العادة ، ويمكن أن يشغل وقت فراغ الطفل بعملٍ ذي فائدة ، كتركيب القطع البلاستيكية، أو أي عمل يدوي آخر، وهكذا يتخلص من هذه العادة.

التعليقات