

المحصول اللغوي عند الطفل، أو ما يسمى بقاموس الطفل اللغوي الذي يتضمن المفردات والتراكيب والأنماط التي اكتسبها من تفاعله مع البيئة المحيطة خلال سنواته الخمس أو الست الأولى، وما تعرض له من خبرات في هذه الفترة.
وبعض الأطفال يتعرضون لصعوبات القراءة ، أي العجز في القدرة على القراءة، أو فهم ما يقوم به الفرد في قراءته قراءة صامتة أو جهرية.
ومهارات القراءة: هي مقدرة الطفل على نطق الكلمات نطقاً سليماً بحيث تكون لديه سهلة وقصيرة، وأن ينسج جملاً صحيحة من السبورة أو من الكتاب، وأن يكون قادراً على لفظ الكلمات بشكلها الصحيح وفهم معانيها ، فنتعرض لمشكلة عدم قدرة التلميذ على تمييز الحروف وربطها، وعدم القدرة على فهم ما يقرأ.
ويمثل العسر القرائي مشكلة خطيرة للطفل والمجتمع، لأنه يعزل الفرد عن المشاركة الثقافية، ويؤدي إلى الشعور بالإحباط.
تستهدف القراءة القيام بوظيفتين:
• الأولى معرفة الرموز اللغوية من حروف وكلمات تدخل في تكوين الجمل.
• الثانية فهم ما تنطوي عليه من معانٍ ومضامين ترتبط بحياتنا.
☆ ماهو العسر القرائي عند الأطفال ؟
•• العسر القرائي يشير إلى الأطفال الذين لديهم ضعف حاد في فك رموز الكلمة، وبالتالي ضعف في كل أوجه القراءة. وهؤلاء الأطفال عاديون في كل الجوانب الأخرى. وإن صعوباتهم في القراءة تحدث على الرغم من وجود ذكاء متوسط أو أعلى من المتوسط. وهم يتعرضون بصورة ملائمة للمادة المراد تعلمها مع وجود ظروف اقتصادية واجتماعية وثقافية ملائمة مع غياب المشكلات الحسية الحادة، أو الاضطراب العصبي الحاد، أو صعوبات جسمية خطيرة، أو اضطراب انفعالي أو اجتماعي خطير.
☆ ماالمراحل النمائية لتعلم القراءة التي يمر بها الطفل؟
1… المرحلة العشوائية: غالباً ما يبدأ الطفل بتعلم القراءة بتأمل الصور والرسومات الموجودة في الصحف والمجلات والكتب التي يقلبها بأصابعه، وقد يسأل الكبار عما تدل عليه. وهو في أثناء هذا يقوم برؤية عشوائية غير منظمة للجمل والكلمات والحروف.
2…مرحلة التمييز: فيها يقوم الطفل بتمييز الجمل والكلمات والحروف ومعرفة أشكالها المتباينة مستعيناً بالمثيرين السمعي والبصري من جانب المعلم.
3… مرحلة التكامل: فيها يتمكن الطفل من إعادة قراءة الفقرة ككل، ومعرفة مضمونها بعد أن ألم بأجزائها في المرحلة السابقة.
☆ ماهو دور الأسرة مع الطفل؟
•• يظهر دور الأسرة واضحاً في إثراء خبرات الأطفال عن طريق ما يستمع إليه أطفالها من جمل ومعان وقصص ومفاهيم وآداب اجتماعية، وكذلك عن طريق مرافقة الأطفال للأسرة في رحلاتها وزيارتها لمعارض الكتب أو المعارض التجارية. وبسبب اختلاف الأسر في المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فإننا نجد تفاوتاً واختلافاً في خبرات الأطفال ومعارفهم وأنماط سلوكهم، يترتب عليه بالضرورة تمايز في درجات استعدادهم للقراءة.
•• مجموعة المفردات والتراكيب اللغوية التي اكتسبها الطفل من الأسرة والمجتمع في سن ما قبل الدراسة. وللأسرة أيضاً دور هام في تنمية معجم الطفل اللغوي، وفي تقويم لغته. إذ نلاحظ أن بعض الأسر تتساهل مع الأطفال عندما ينطقون بعض المفردات نطقاً خاطئاً أو ينطقون ببعضها، كما كانوا يفعلون في مراحل اكتساب اللغة المبكرة. وفي هذا التساهل إفساد للغة الطفل من ناحية، وفيه عناء للمعلم في تقويم لسان المتعلم من ناحية ثانية.
•• يتوقف إقبال الطفل على القراءة على الفكرة التي كونها عن المدرسة من خلال ملاحظات وأحاديث أخوتة وأسرتة أو رفاقه، كما يتوقف ذلك على انطباعاته الشخصية وعلى فكرته التي كونها عن المدرسة منذ الأيام الأولى.
وظيفة القراءة في حياة الفرد
مما يزيد في أهمية القراءة الوظائف التي تؤديها، وهي:
.1 أصبحت القراءة وسيلة لكسب المعلومات وزيادة الخبرات. فبعد أن كانت الفكرة قديماً أن الطفل يذهب إلى المدرسة ويتعلم، ليصل إلى مرحلة القدرة على القراءة. أي أن القراءة كانت غاية مقصودة لذاتها، تطورت هذه الفكرة بعد العديد من البحوث التربوية.
وأصبح هدف التربية أن يذهب الطفل إلى المدرسة فيقرأ ليتعلم، أي أن القراءة أصبحت وسيلة بعد أن كانت غاية.
.2 القراءة عملية دائمة للفرد، يزاولها داخل المدرسة وخارجها. وهي عملية العمر. وبهذا تمتاز عن سائر المواد الدراسية. ولعلها أعظم ما لدى الإنسان من مهارات.
.3 عالم اليوم عالم قراءة واطّلاع. وعلى الرغم من تعدد الوسائل الثقافية في العصر الحديث كالتلفاز والإذاعة، إلا أن القراءة تفوق كل هذه الوسائل، لما تمتاز به من السهولة والسرعة والحرية وعدم التقيد بزمن معين أو مكان محدد.
.4 القراءة وسيلة لاتصال الفرد بغيره ممن تفصله عنهم المسافات الزمانية أو المكانية. ولولاها لظل الفرد حبيس بيئة صغيرة محدودة، وعاش في عزلة جغرافية وعقلية.
☆ ماهي العوامل المسؤولة عن صعوبة القراءة ؟
1.. العجز البصري: ويتمثل في قصر النظر، أو بعده، أو خلل عضلات العين.
2.. العجز السمعي: يتمثل في ضعف السمع. ويمكن علاج ذلك عن طريق الأساليب السمعية التي تسهم في الإدراك والتمييز، والإغلاق السمعي، وربط الأصوات السمعية المرتبطة بالحروف والكلمات.
3.. اتجاه الكتابة: فقد تبين للعلماء أن إبدال اليد اليمنى باليسرى أو العكس يمكن أن يؤدي إلى عكس الحروف والكلمات عند النظر، ومحاولة قراءتها، فضلاً عن إرباك الطفل إدراكياً وانفعالياً وحركياً.
4.. قصور نمو العمليات العقلية من قصور في الانتباه، واضطراب في الإدراك السمعي والبصري، وما يترتب عليه من قصور في تكوين المفاهيم، وقصور في الذاكرة السمعية البصرية يمكن أن يؤدي إلى صعوبات في القراءة.
5.. انخفاض نسبة الذكاء، حيث أن الضعف العقلي يسبب صعوبات في اكتساب اللغة، نظراً لأن اللغة تتناول الرموز، وترتبط بالقدرة على التجريد والتعميم والتصنيف والمقارنة، ومرتبطة بتمييز الكلمات وإدراك دلالاتها.
6.. قد يجد الطفل صعوبة في النطق والقراءة. وهنا يتعين تشجيعه، وجعل النشاط القرائي محبباً إلى نفسه عن طريق الاستعانة بالصور الملونة والأغاني والموسيقى.
7.. البيئة التي يعيش فيها الطفل لها تأثير كبير على شخصيته، مفهومه لذاته، اتجاهاته، تحصيله الأكاديمي. وهناك العديد من العوامل المتداخلة في البيئة والتي يمكنها أن تسهم في سوء تكييف الطفل للقراءة.
8.. البيت وتأثيره على تحصيل القراءة: إن تدني المستوى الاجتماعي الاقتصادي الثقافي للأسرة الذي يأخذ شكلاً حاداً في الحرمان التعليمي لهم وعدم متابعة الأبناء في المدرسة عوامل تساعد على صعوبة القراءة عند الطفل.
☆ كيف تساعدين طفلك على قراءة سليمة ؟
•• تشجيع الطفل على القراءة الممتعة والمسلية للترويح عن النفس جنباً إلى جنب مع القراءة التي تستدعيها الواجبات المدرسية، لأن أفضل وسيلة لتحسين القراءة هي القراءة نفسها، والاستمرار فيها.
•• إن الطفل يتعلم بالقدر الذي تؤهله قدراته ومواهبه، وبالأسلوب الذي يناسبه، وبالموضوع الذي يهتم به ويميل إليه. لذا علينا أن نساعده ليتعرف ويستكشف أنواعاً من الاستراتيجيات الدراسية التي تناسبه والبحث للاهتداء إلى أنسب الطرق المناسبة له ولقدراته.
•• يجب على الأسرة أن توفر للطفل جواً أسرياً يقوم على الاحترام والشعور بالأمن والطمأنينة والحنان، وأن تأخذ بيده منذ السنوات الأولى للتعلم. وذلك بتدريبه، وإثراء خبراته بالمفردات والمعارف، ومتابعته باستمرار. لأن بناء القواعد الأساسية الصحيحة للتعلم يساعده على النجاح في المراحل اللاحقة.
•• يجب على المعلم أن يراعي الفروق الفردية بين التلاميذ في استعدادهم للقراءة، وأن يبدأ بتعليم القراءة للمجموعة التي يشعر أنها قادرة على ذلك. ويستمر في تدريب التلاميذ الآخرين على تمارين التهيئة للقراءة، ويأتي بتدريبات أخرى من شأنها تنمية استعدادهم كي يلحقوا بأقرانهم، ويبدؤوا في تعلم القراءة.
•• اختيار معلمين في الصفوف الأولى للحلقة الأولى من التعليم الأساسي بحيث يكونوا متمرسين وذوي نطق سليم وخبرة.
•• ضرورة وجود فريق عمل متكامل يشمل الاهتمام بالناحية الصحية للتلميذ، ويضم المرشد النفسي والاجتماعي الكفء للاهتمام بالجوانب الشخصية الاجتماعية، بالإضافة إلى التخصص في النطق والكلام.
•• توفير المكتبات والقصص المناسبة للأطفال في كل المدارس والبيوت وفي كل المراحل، لتشجيع الأطفال على القراءة.