مقصد الكلام هو أن تجعل الطفل قويّ الشّخصيّة، قادراً على الدّفاع عن نفسه ، وأن يفهم ما هو الخطأ وما هو الصّواب كي لا يدافع عن نفسه إن كان مخطئاً،
قد يتعرّض ابنك إلى مواقف كلاميّة كثيرة سواءً مع أصدقائه أو مع اللذين يكبرونه فكيف تُمَكِّنُهُ من الدّفاع عن نفسه، وعدم التزام الصّمت وأخذ حقّه بالطّريقة الصّحيحة.
هناك بعض الأهالي، حين يأتيهم الطفل مجروحاً يبكي من الألم، تراهم ينهرون الطفل ويطلبون ان يرد الصاع صاعين، وهنا يتعلم الطفل العدوانية.

☆ كيف تعلم الطفل الدفاع عن النفس وقوة الشخصية ؟

1.. علّم طفلك ما هو الصّواب وما هو الخطأ. علّم طفلك أنّ تصويب الخطأ ليس خطأً، فسواءً أكان المخطئ كبيراً أم صغيراً لا ينبغي الصّمت عن الخطأ لأيّ سبب، بل إنّ الصّمت في المواقف التي تتطلّب الكلام هو الخطأ بعينه.

2.. أخبر طفلك عن قصص الحكماء، ولتقصَّ على مسمعه طرق ردّهم على الآخرين وخصوصاً الأطفال منهم، وهذه القصّة مثال على ذلك: (دخل غلام على عمر بن عبد العزيز فقال له: يا غلام! ليتكلم من هو أكبر منك سناً، فقال: يا أمير المؤمنين! لو كان الأمر بالسّن لكان هناك في المجلس من هو أحق منك بالخلافة).

3..اجلِس طفلك في مجالس الكبار، فالجلوس مع من هم أكبر منه سنّاً سيجعله ينتبه لطرق الرّد، وسيجعلك تقوّم بعد المجلس السلوكات التي لم تُعجِبك، وبهذا تستطيع تعليم ابنك عمليّاً ما تريده ومالا تريده، بدلاً من أن يقلّد أشخاصاً يظنّ أنّهم على صواب وهم على خطأ أو يقلّد أسلوبهم الخاطئ.

4.. أخبِر ابنك أنّ القوّة الجسديّة هي آخر خيار، وأنّ استخدامها يقتصر على الدّفاع عن النّفس فقط.

5..سجّل ابنك في النّوادي الرياضية ونوادي السّباحة والخيل، ليس فقط لأنّها وصيّة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه بل لتأثيرها العظيم على شخصيّة الطّفل، حيث إنّها تزيد من ثقة الأطفال بأنفسهم بشكلٍ كبير جدّاً وتربّي في أنفسهم أخلاقاً فروسيّة أيضاً.

6.. لتكن له مصدراً للمعرفة ، دعه يعرف منك ما يجب أن يفعله، ولتكن صديقه الوفي الّذي يتفهّمه حاول أن تعيش عُمُرَه وأن تشاركه الأشياء التي يستمتع بها.

7.. مدح الطفل، والثناء عليه، والتحدث عنه بكلام إيجابي أمام الآخرين، وعدم ذمه، ووصفة بصفات الجبان، أو الكسول، أو الضعيف، لأن ذلك يؤثر على نفسيته، ويجعله يقنع نفسه بما يسمعه من والديه، ولا بدّ من الإشارة إلى أن الإنسان يتكلم مع نفسه بشكلٍ يومي، فإذا كان الطفل يسمع كلاماً سلبياً باستمرار فإنّه عند حديثه مع نفسه سيتحدث بهذا الكلام الذي سيؤثر عليه، وعلى ثقته بنفسه.

8 .. إشعاره بالحنان، وضمّه من حينٍ لآخر. التحدث معه عن أمور خياليّة، ومساعدته على تخيّلها بوجود أحد الوالدين، وذلك حتى لا يخاف منها إن تخيّلها وهو وحده.

9.. التعليم وكسر حاجز الجهل بالأشياء تعليمه القيام بأشياء يحبها، وتفيده بذات الوقت، والاهتمام بموهبته، والبحث عن نقاط قوّته، الأمر الذي يمكنه من تنمية مهاراته، ويساعده على التفكير بإيجابية، ويزيد من ثقته بقدراته.

10.. التحدث معه عن الأمور التي يخاف منها،وعن تجربة ضرب أصدقائه له ، وأنه هو القوي والبطل ولاداعي للخوف .

11.. تقديم الدعم والتوجيه للابن ، ومساعدته على مواجهة الأمور التي يخاف منها، فمثلاً إن كان يخاف من الظلام، ندخل معه إلى غرفة مظلمة، ونتحدث معه، ونبتسم له، ونعلمه أن ما من شيء مخيف في المكان، وهكذا في كل مرة إلى أن يتمكّن من مواجهة الظلام دون خوف.

12.. تربية الطفل على الصدق سواءً مع نفسه، أم مع والديه، أم مع الآخرين، ويكون ذلك بعدم تخويفه إن فعل أمراً خاطئاً، وإنما بنصحه، ومسامحته، ومعاملته كصديق، وعدم تأنيبه، حتى لا يكذب خوفاً من العقاب.

13.. توجيه الطفل لمشاهدة ما يلائم عمره، ومساعدته على انتقاء الأفلام الجيدة، وإبعاده عن مشاهد العنف، والضرب، وحثه على مشاهدة الأفلام التي تعزّز لديه الشجاعة، والإقدام، والجرأة.

14.. إعلام الطفل أن والديه أفضل قدوة له، الأمر الذي يوقع على عاتقهما أن يكونا قدوةً شجاعة، وصادقة، ولا تهاب المخاوف، مما يجعله يقلدهما ليكون مثلهما.

15.. الامتناع عن استخدام أسلوب التخويف تجنب تخويفه، وتهديده بالعقاب، إن لم يقم بأمر يطلبه منه أحد الوالدين، بل يتوجّب إقناعه بضرورة فعل ما يطلبانه منه، مع تحذيره من عواقب إهماله.

16.. تجنّب منع الطفل من الحركة لمجرد أنّ ذلك مزعج فقط؛ لأنّ ذلك يجعله خاضعاً، ويصبح بالتالي جباناً، وكثير الخوف.

التعليقات