

وتعتبر السرقة ، انحرافاً واضحاً عن مسار السلوك الصحيح والسوي. وبما أن هذا الانحراف يمارس ضمن المجتمع، وتكون آثاره السلبية على المجتمع نفسه، فيمكن تصنيفه ضمن الشذوذ الاجتماعي الذي يعرف بأنه الشذوذ الذي تكون سببه البيئة التي ينشأ فيها الطفل والمجتمع الذي يعيش فيه.
وبما أن البيئة تختلف من مكان إلى آخر كان لزاما أن تكون مختلفة في مدى تأثيرها ونواحي تأثيرها على الطفل الذي يعيش فيها.
مع العلم أن معايير ودرجات السرقة تختلف من طفل إلى آخر باختلاف الطبقة الإجتماعية والبيئية.
وعلى الأهل أن يعلموا أن السرقة قد تكون تتيجة سلوك عدواني عند الطفل أو لإشباع حاجات حب التملك او حتى حباً للمغامرة والإستطلاع ، كأن يسرق الطفل شيئاً لم يتذوقه من قبل ، ولاننسى أن السرقة هي إضطراب نفسي نتيجة الحرمان والفقر.
☆ أولاً _ ماهي أسباب السرقة ؟
1.. أساليب القسوة في المعاملة الوالدية والعقاب المتطرف والتدليل الزائد تسهم في لجوء الطفل إلى السرقة.
2.. ضعف في شخصية الطفل ، أو الأسلوب الذي يتيح تقييد حرية الطفل الذي يؤدي إلى الانحراف.
3.. وجود الطفل في وسط جماعة تمارس السرقة أو هو أحد سلوكياتها يجعله ينقاد لأوامرها، حتى يحصل أو يحافظ على مكانته فيها.
4.. رغبة الطفل في الحصول على المركز الوسط بين أقرانه الذين يقللون منه، مما يدفعه إلى السرقة من أجل شراء ما يستطيع أن يتفاخر به أمامهم، ولكي يعطي أصحابه، ويصبح بذلك محبوبا ومقبولا بينهم.
5.. أنماط عدوانية الأطفال في صورة انتقام من الوالدين ضد سلطتهم وتسلطهم، أو في صورة سرقة واستحواذ على ممتلكات الأطفال الآخرين عقابا لهم.
6.. إظهار أفلام الكرتون ،السارق كبطل يعطي الأطفال نماذج تؤثر على البناء القيمي لهم وعلى دور الأسرة.
7.. الوضع الإقتصادي للأسرة، ولكن لا يكون الفقر عاملاً مباشراً بحد ذاته. ولكنه يولد على الأقل حالات اجتماعية وفردية تساعد على الإجرام، وخاصة في المدن حيث المنتجات الاستهلاكية.
8.. الغيرة من امتلاك بعض الأطفال لأشياء لا يستطيع الطفل الحصول عليها.
☆ ماهو الحل مع الطفل السارق ؟
1. أن نحترم ملكية الطفل، ليحترم ملكية غيره.
2. تعويده طلب الاستئذان إذا ما أراد أخذ شيء يخص غيره.
3. عدم التشهير أمام رفاقه إذا ما ضبط سارقاً، بل معالجة مشكلته على حدة وبهدوء واتزان، حتى لا تخلق منه سارقا حقيقيا.
4. زرع القيم الدينية و الأخلاقية في الأسرة.
5. عدم التمييز والتفضيل بين الأخوة.
6. ضرورة مراقبة الوالدين قبل تكون عادة السرقة عند الطفل عملاً بالمثل الشعبي “المال السائب يعلم الناس الحرام”، حتى ولو كانت التربية سليمة وحكيمة، فوضع المال في مكان محافظ عليه كي تكون له حرمته ومهابته أمر ضروري.
7. لا تصف الطفل بصفات لصوصية ” أنت لص… أنت سارق “، ولو تهكما، فقد يستسيغ اللقب فيسعى إليه، ولاسيما أن فيه نوع من الانتصار على الكبار. وهذه أمنية تدغدغ أحلام الصغار.
8. إعطاء مصروف الجيب للأطفال بين الحين والآخر، ومراقبة كيفية إنفاقهم بطريقة عفوية، دون إشعارهم بأننا نقوم بعملية مراقبتهم.
9. الابتعاد عن رفقة السوء، وخلق الهوايات النافعة لملء الفراغ، وإلا فإن هذا النوع يملأه رفقة السوء.
10. ردع الطفل عن فعل السرقة وعدم التهاون، حتى ولو كان الأمر صغيرا. لأن الأمور الصغيرة تتطور إلى أمور خطيرة مع تقدم قدرة الطفل العقلية، المثل القائل “من يسرق بيضة يسرق جملا “.
11. معالجة السرقة تكون بالقضاء على الدوافع الكامنة وراءها، وليس ذلك بالقصاص الجسدي أو الضرب المبرح، كما تجرى العادة في بعض الأسر.
♡ نصيحة أخيرة :
•• مهما كانت درجة انحراف الطفل ، لديه في أعماقه جانباً من النبل الأخلاقي والصدق والأمانة. فيجب استغلال هذا الجانب من خلال التربية السليمة. وعندما تكون التربية غير سليمة، فيجب أن لا نلقي اللوم على الطفل الذي انجرف مع سوء تربيته وإهمال جانب الخير.