

إن العوامل الوراثية تلعب في طبائع التغذية دوراً مهماً وأساسياً ولقد أثبتت أبحاث كثيرة حول هذا الموضوع صحة هذه المقولة.
فقد أجرى الباحثون في الدانمارك دراسة على أطفال بالتبني ، تمت مقارنة أوزان الأطفال مع أوزان أهاليهم الفعليين وأهاليهم بالتبني. لقد حدد الأهالي بالتبني عادات الطعام، ونوعيات الطعام والقدوة في تناول الطعام، بينما لم يمنحهم الأهالي الفعليون سوى مورثاتهم ولا شيء سوى ذلك. وكانت النتيجة أنه لم يعثر على تطابق مع الأهل بالتبني، ولكن عثر على تطابق بدرجة عالية مع الأهل الفعليين. وكان للمورثات أثر أكبر بكثير من جميع الأمور المكتسبة.
تلعب الوراثة إذاً دوراً حاسماً. ويعود إلى الاستعدادات الوراثية كون بعض الأطفال يأكلون قليلاً جداً. ولكن وزنهم يزيد بشكل واضح. كما يعود إليها إلى حد بعيد ازدياد وزن الإنسان وتراكم الشحم لديه، بالرغم من الحركة الكافية التي يمارسها وتناوله الطعام بشكل معتدل.
☆ماهي ظروف نحافة الطفل ؟
••يتعلق الظرف الأول بالمؤثرات الخارجية ولكن لا علاقة له بالتربية: إنه المرض. فمعظم الأطفال تقل شهيتهم إلى الطعام في حال المرض، و لا يأكل بعضهم شيئاً على الإطلاق ما دام مريضاً، وبخاصة حين يتسبب له الطعام بالألم كما هو الحال في التهاب البلعوم ، فإذا ما صحوا وتعافوا، استعادوا قواهم بسرعة كبيرة.
••تؤدي بعض الأمراض الشديدة أحياناً إلى فقدان كمية كبيرة من السوائل من الجسم وإلى انخفاض خطير في الوزن. في هذه الحالة لا يستطيع الطفل أن ينظم تناوله للطعام بنفسه. وفي أسوأ الحالات يجب تغذيته اصطناعياً.
•• تشكل الرغبة الشديدة في النحافة التي تصيب الفتيات بعد سن البلوغ مرضاً خطيراً له أسباب متنوعة. لأن تناول الطعام لا يتحدد لديهن حسب الاحتياجات الداخلية بل فقط حسب مقاييس مرضية خارجية.
•• ظروف الفقر ، حين يقدم الأهل للطفل طعاماً قليلاً، أو حين لا يحتوي الطعام المقدم على المواد الغذائية المهمة.
•• هناك عامل يرتبط بالبيئة المحيطة الخارجية يؤثر على شهية طفلك باتجاهين: إنه التوتّر. قد ينشأ التوتر بسبب المزاج السيئ لدى الجلوس إلى المائدة، أو بسبب العلاقة الصعبة بين الأهل والطفل، أو بسبب الضغط الذي يمارسه الوالدان أثناء الطعام. فيكون ردّ فعل بعض الأطفال أنهم يأكلون كثيراً بسبب الإحباط، بينما يكون رد فعل أطفال آخرين بالاتجاه المعاكس أي أنهم لا يرضون أن يأكلوا شيئاً على الإطلاق !!
•• أنت تقررين ماذا تضعين على المائدة من طعام. صحيح أن تأثيرك يتحدد بهذه المهمة ولكن أي خطأ في نوعية الأطعمة المقدمة قد يؤدي إلى البدانة لدى طفلك وفي حالات نادرة إلى النحافة الشديدة.
•• إذا كان الطفل يريد أن يأكل وكم يريد أن يأكل، فهذا أمر تدعينه لطفلك. أما كيف يستفيد جسمه من الغذاء وكم يحتاج منه فهذا أمر محدد مسبقاً من خلال الوراثة. وهو أمر مختلف بين طفل وآخر ويمكن تعديله عن طريق الرياضة. حين يسمح لطفلك أن يحدد بنفسه الكمية التي يأكلها، فإنه سيتصرف حسب ما تمليه عليه احتياجاته والصوت الداخلي لديه.
☆ تذكري دائماً :
• أن الغذاء السليم والمتوازن حين تقدمينه لطفلك، ليس بالضرورة ان ينعكس على صورة من السمنة في جسد طفلك ، فكثرة الحركة والعصبية تؤثر على حرق جسمه للسعرات الحرارية .
• جسم طفلك السليم الخالي من الأمراض ومناعته القوية،هي دليل أن غذائه سليم ومليء بالفيتامينات والمعادن .