إن تربية البنات هي مسئوليةُ الوالدين الأولى – وخاصة الأمَّ – التي تكون صاحبةً لِبَناتها، وأختًا لهنَّ، والصديقة الأولى، وهي المثَل الأعلى والقُدوة ، وكما أن الأمَّ قدوةٌ لِبناتها، فينبغي عليها أن تلتزم بالسلوك الإسلامي القويم ، لأن بناتها يُقلِّدْنها في كل سلوكيَّاتها، واتجاهاتها، فهي قدوة لهنَّ في تقواها وصلاتها، وصيامها، وزكاتها، وتعامُلها مع الرجال والنساء بصفة عامة ، فإنَّ دور الأمِّ لا يقتصر فقط على إطعام الطعام، أو تهيئة المنزل للراحة أو النوم أو متطلبات الحياة الضرورية ، وإنما دورُها أيضاً يتطرَّق إلى تدريب أبنائها على ما يحميهم مستقبلًا حينما يَسيرون في دُروب الحياة، ويُواجهون مصاعبها.
وبما أن البنات هنَّ أمَّهاتُ المستقبل، ومُعلِّمات الغد ، فإنَّ دور الأمِّ هنا يكون أرسخ في نفوسِهنَّ، وأعمقَ أثرًا.

☆فماهي النصائح التي وجب على الأم اتباعها في تربية بناتها ؟

1. ينبغي على الأم أن تُدرِّب بناتها على ما يحميهنَّ، ويصقل عقولهنَّ، ويُعمِّق الإيمان في نفوسهن وقلوبهن؛ من ذلك ، التدريب على حفظ القرآن الكريم منذ الصغر ، الذي هو نبراس لكل مسلم، يُنير له طريق المعرفة والإيمان في كل أمور حياتها .

2. على الأم أن تُدرِّب بناتها على الصلاة في سِنٍّ صغيرة كما أمرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فالصلاة هي المناجاة بين العبد وربِّه، وهي الرباط الدائم والمتَّصل خمس مراتٍ في اليوم والليلة بين العبد وربِّه، وعلى قدْر حُسن الصلاة واستمرارها تكون محاسبة النفْس والخوف من الله مع الحُبِّ، وتجنُّب كلِّ ما يُغضبه سبحانه وتعالى، والإقبال على كل ما يُرضيه.

3. تدريبُ بناتها على الصوم في شهر رمضان وغيره من الأيام المباركة، فالصوم وقاية لهن ، وتقوَى لله تعالى، لذا كان كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له إلا الصوم؛ فإنه إنْ خَلص لله تعالى كان جزاؤه الجَنَّة بلا ريب.

4. ينبغي على الأم أن تختار صديقاتِ بناتها، أو تُشاركهن في هذا الاختيار دون أن تُشعِر إحداهن بالقهر، أو بفرْض صديقةٍ دون أخرى، ولكن من خلال حوارٍ هادئٍ، واقتِناعٍ من الجانبين: الأم وابنتها.

5. اهتمام الأم بعلاقاتها مع زوجها كقائد لهذه الأسرة، وأن تَغْرس في نفوس أبنائها – وخاصة بناتها – الاحترامَ لربِّ الأسرة ، فإنه مهما بلغَت المرأةُ (أي الأم) من مكانة وتقدُّم علميٍّ أو مادِّيٍّ، قد يفوق أحيانًا مستوى الأب إلا أنه ينبغي ألا تُعرب عن ذلك أمام بناتها، وإنما يجب عليها أن تَذْكره بكل الاحترام والتقدير الواجب له، وأنْ تُطيعه إلا فيما يعصي الله تعالى فيه، وبالتالي فإن الأب من هذا المنطق تكون له الصورة الواجبة والمثالية أمام بناته، ومن هذه المكانة تَستمِدُّ هي مكانتها، ووضْعها المثاليَّ أيضًا.

6. العدل بين البنات والأبناء أمر مهم جدًّ، فلا ينبغي أن تفضِّل إحداهن على الأخرى لِلَباقتها أو جمالها أو سبقها العلمي والدراسي ، ولا تفصل ذكر على أنثى ، ولكن لكلٍّ من أبنائها ميزة يتميَّز بها عن الآخر، وهم في النهاية أبناؤها جميعهم سواسية .

7. الحث على التعليم الذي يستمرُّ مع البنت منذ نعومة أظفارها وحتى تلقَى ربها، ومدرسة الحياة تُكمل هذا العِلم بالتجارب النافعة ، والتي تقوي شخصية ابنتها .

8. التزام الأم بسلوك الدِّين قلبًا وقالبًا في داخلها وخارجها، في باطنها ومظهرها الخارجي ، هو التزام ابنتها ، وهي تغرْس ذلك في البنت منذ صِغَرها وقبْل أنْ تُدرِك حقيقة الحياة، وللأم دور كبير في مجال التربية الدينية والشخصية القويمة والسليمة .

9. منح الثقة شبْه المطْلقة مع الرقابة عن بُعد للبنات، وذلك بعد أن تحصينها بالدِّين والعِلم والسلوك القويم، فإن منحت الثقةَ بعد ذلك بعد اختبارات بسيطة من جانب الوالدين، ووَجَدا أنهن أهلٌ لها، بدأتِ الأم – بعد استئذان الأب – منح بعض الحرية للابنة في تصرفاتها حينما تتيقن الأم أن ابنتها سوف يكون خوفها من الله أولًا وأخيرًا، ثم التزامها بالخُلق الإسلامي، وتعاليم الإسلام، هو نبراسها في طريق حياتها.

10 . على الأم أن تمهِّد لِبناتها طريقَ المسئولية لتحمُّل تبعات الأسرة والأمومة ومهامها ومعرفة هذه المسؤولية عن قرب، ومنح بناتها خبراتها ونصائحها عن تجاربها التي مرَّت بها، وتحمُّلها الصبر في بيتها، وما جنتْه مِن خير نتيجة تحملها الصبر ومساندتها للزوج في كل موقف من مواقف حياتها معه.

11 . على الأم أن تعلِّم بناتها أن الزوجة هي سرُّ زوجها؛ «إذا أمرَها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظتْه في ماله وعرضه وولده» .

12 . الاعتناء بمظهر الفتاة الإسلامي البعيد عن السفور ، وعن معصية الكاسيات العاريات ، فيمكن أن تتبع ابنتك الموضة دون أن تترك الستر والحشمة في لباسها .

13 . القيام بالنشاطات الرياضية والفنية ، لتنمية هوايات الفتاة ،و الأشغال الفنية والتطريز والخياطة، وإعداد الموائد للطعام والحفلات الخاصة، وكيفية الترحيب بالضيوف ، وغير ذلك من المهارات التي ينبغي أن يكون للمرأة إلمام بها، لتكون أنثى راقية .

14 . على الأم أن تُعلِّم بناتها الشكر على كل حال، والرضا بما قسمه الله لهن في الحياة، مع العمل والطموح لنيل رضا الله في الدنيا والآخرة.

15. على الأم أن تعلِّم بناتها عدم تتبُّع عورات الناس، أو التجسُّس عليهم، فهذا ليس من الخلق الحسن وأن العفاف والحياء زينة الأنثى ، لذلك أمَر اللهُ تعالى المرأة بالالتزام بالزي الإسلامي الذي يحفظها مِن أعيُن الناظرين حتى لا يؤذي أحدٌ هذا العفافَ، أو يخدش ذلك الحياء بالنظرة غير الأمينة.

التعليقات