

فترة الحمل من أجمل الفترات التي تعيشها المرأة في حياتها . وعلى الرغم من بعض التأثيرات والاعراض التي تشعر بها الحامل والتي تتراوح شدتها بين العوارض البسيطة والعوارض الشديدة، تبقى مشاكل الغثيان والتقيؤ والحرقة الأكثر شيوعاً…
تبدأ مشاكل الجهاز الهضمي من الشهر الأول للحمل. والسبب يعود الى التغيير الذي يطال هورمونات الحمل ولا سيما الأستروجين والبروجستيرون.
تأثيرات الحمل على الجهاز الهضمي:
1. القيء:
يصيب القيء ما يقارب من 25 _ 55% من النساء خلال فترة الحمل، وتصاب الحامل بالقيء خلال االاسابيع الأربعة الأولى من الحمل، وقد يمتد إلى الأسبوع العاشر. ويختفي هذا العرض في معظم الحالات بين الأسبوع الثامن عشر والأسبوع العشرين من الحمل، وتلعب كذلك التغيرات الهرمونية دورًا كبيرًا في الإصابة بالقيء المفرط في حالات حمل التوأم والحمل العنقودي، ويصاحب القيء حدوث ألم في البطن.
2.الإمساك:
تصاب نسبة من 11 _28% من الحوامل بالإمساك بسبب نقص هرمون “موتيلين” وبطء حركة الأمعاء والقولون، ويؤدي تناول مكملات الحديد إلى زيادة فرص الإصابة بالإمساك في أثناء الحمل، ولكنه لا يشكل أي خطورة على صحة الجنين، ويصاحب الإمساك انتفاخ وغازات في البطن وحدوث البواسير أو الشرخ الشرجي، لذا يجب سرعة معالجة الإمساك في أثناء الحمل تحت استشارة الطبيب المختص، حيث إن أغلب الملينات محظورة ولا يفضل استخدامها في أثناء الحمل.
3. القرحة الهضمية:
تزداد مخاطر الإصابة بالقرحة الهضمية نتيجة التدخين وتناول المسكنات وشرب الكحوليات والاضطرابات النفسية، بالإضافة إلى التاريخ المرضي للإصابة السابقة بالقرحة الهضمية أو جرثومة المعدة. وتتشابه أعراض القرحة الهضمية في أثناء الحمل مع أعراض القرحة في غير الحمل، وتشمل الشعور بعسر الهضم والغثيان والقيء وحدوث ألم في منطقة فم المعدة، وقد يتطور الأمر إلى حدوث نزيف في ومن الجهاز الهضمي في الحالات المزمنة.
4. الغثيان:
الغثيان يصيب ما يقرب من 50 _ 90% من النساء الحوامل، وخاصةً في الشهور الثلاثة الاولى من الحمل ، وترتفع فرص الإصابة بالغثيان مع الحمل الأول والحمل في سن صغيرة، ويصيب المدخنات والبدينات أكثر من غيرهن، ويسمى غثيان الحمل بالغثيان الصباحي، لحدوثه في الصباح في معظم الحالات بعد الاستيقاظ من النوم، ولكن على الرغم من هذه التسمية فإنه يمكن أن يحدث في أي وقت من اليوم. واسباب الغثيان عند الحامل عديدة، منها تتعلق بهورمون الحمل ACG الذي تؤشر نسب إرتفاعه بالدم الى وجود الحمل.
وخلال الحمل المتقدم أي خلال الفصل الثاني أو الثالث تزيد أيضاً نسبة الغثيان بسبب كبر الرحم وصغر حجم المعدة، فكلما تناولت الحامل وجبة الطعام تشعر بالنفخة، وبالتالي يزيد الإحساس بالغثيان.
5. الإسهال:
يصيب الإسهال حوالي 34% من النساء الحوامل، ويحدث بسبب الميكروبات المعدية، وخصوصًا ميكروب “السالمونيلا” والفيروسات والطفيليات، بالإضافة إلى التسمم الغذائي والدوائي، وخاصةً أن معدة الحامل تكون أكثر حساسية من أي وقت أخر، لذا يمكن أن تتناول الحامل الأدوية المضادة للإسهال تحت إشراف الطبيب.
6. الحموضة وارتجاع المريء:
تصاب 45 _ 80 % من الحوامل بالحموضة والارتجاع، ويصاب بها أكثر من 50% من الحوامل خلال الثلث الثاني من الحمل، وتصاب الحامل بالارتجاع الحمضي نتيجة التقلبات الهرمونية وبطء حركة المعدة وضعف انقباض العضلة العاصرة بين المريء والمعدة.
كيف تخففين من تأثيرات الحمل على الجهاز الهضمي؟
1. تناولي الأطعمة الغنية بالألياف
ابحثي عن الأطعمة المثالية مثل الحبوب الكاملة، والفاصوليا، والفواكه، والخضروات، والتي لا توفر لك الفيتامينات والمعادن الأساسية فقط، بل تساهم في تغذيتك أنت والطفل، كما أنها تحتوي أيضا على الألياف، مما يساعد الجسم على الهضم ومنع الإمساك، وهو أحد الأعراض الشائعة للحمل. ولكن تأكدي من شرب الكثير من السوائل وخاصة الماء مع زيادة كمية الألياف حتى لا تتعرضين للإمساك.
2. التخطيط لنظام غذائي متوازن
توجد بعض الأطعمة التي تحفز الجسم على إصدار الغازات أكثر من غيرها، وهناك قائمة بهذه الأطعمة المشتركة مثل البصل، والكرنب، والقرنبيط، والسبانخ، فضلا عن الأطعمة الحارة والمقلية والدهنية.
3. تناولي الوجبات الخفيفة
تناولي الوجبات الخفيفة، أو تناولي وجبات أصغر حجما وأكثر تكرارا، وهذا يساعد على تجنب الشعور بحرقة المعدة، والشعور بالتضخم أو الانتفاخات، أو الغازات التي تأتي مع الحمل. ولا تنسي تناول الفواكه المجففة أو الحبوب المفيدة كوجبات خفيفة طوال اليوم.
4. لا تنسي شرب الماء
حيث يجب على النساء الحوامل تناول 10 أكواب من السوائل يوميا، ويجب أن يكون معظمهم من الماء، ولكن يمكن أن تشمل أيضا بعض العصائر والشاي. ويجب أن تضع المرأة الحامل في اعتبارها أن بعض المشروبات المليئة بالسكر يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن، كما أن المشروبات الغازية قد تسبب الغازات، على الرغم من أن البعض يجدها مهدئة وتساعد على تخفيف حالة الغثيان.
5. الحركة وممارسة الرياضة
ممارسة الرياضة يمكن أن تساعد المرأة الحامل في تحفيز عملية الهضم، لذلك اجعلي المشي العادي أو الهرولة أو السباحة جزءا من روتينك اليومي، من أجل الحفاظ على حركات الأمعاء ومنع الإمساك.
6. الاستلقاء والاسترخاء
عملية امتصاص الغذاء في جسمك تصبح أبطأ خلال فترة الحمل، حيث يحتاج الجسم للمزيد من الوقت لامتصاص العناصر الغذائية. وهذا يعني أن الطعام يبقى في المعدة لفترة أطول، مما يسبب الحرقة.
شيء واحد يمكن أن يساعدك إلى جانب تجنب الأطعمة الحارة الدهنية؛ هو الاستلقاء لمدة ساعة على الأقل بعد تناول الطعام، وهذا سيعطي الغذاء فرصة للتحرك والامتصاص، ويساهم في في منع الشعور بالحرقة.
وعليك ايضا التحدث إلى طبيبك إذا كنت تواجهين مشاكل مستمرة لا يمكن السيطرة عليها، حتى يصف لك الأدوية التي يمكن أن تساعدك ليكون حملك أكثر سهولة.