

ورَدَت تفسيراتٌ عديدة حول الظلمات الثلاث:
•• فمنها أنها ظلمة الخِصْية، وظلمة المِبْيَض، وظلمة الرَّحِم.
••وآخرون قالوا: ظلمة البطن، وظلمة الرحم، وظلمة الغِشاء الأمينوسي.
••والواقع أن ما يجعلنا نستبعد هذين التفسيرين، هو صريح الآية الكريمة التي تحصُرُ الظلماتِ الثلاثَ على أنها داخل البطن، فلا يعدُّ البطن مِن الظلمات، كما لا تعدُّ الخصية منها؛ لأنها خارج البطن أيضًا.
☆ فماهي الظلمات الثلاث ؟؟
1- الغشاء الأمينوسي: وهو يُحيط بالجوف الأمينوسي المملوء بالسائل الأمينوسي الذي يسبح فيه الجنين بشكل حرٍّ يُغذِّيه؛ لِما به من مواد زُلاليةٍ ومواد سُكرية، وأملاح غير عضوية، كذلك يحمي الجنينَ من الصدمات، ويعمل عملَ جهازِ التكييف، فله حرارة ثابتة لا تزيد ولا تقل، مهما كان الجو الخارجي باردًا أو حارًّا، وهذا السائل أيضًا يمنع التصاقَ الجنين بالغشاء الأمينوسي، فإن حصل هذا الالتصاق يكون مسبِّبًا لتشوُّهاتٍ في خلق الجنين، ويعمل أيضًا على تسهيل عملية الولادة والانزلاق، وتليين الممر الذي يمر فيه الجنين.
2- الغشاء الكوريوني: الذي تصدُرُ عنه الزغابات والأهداب التي تنغرِس في مخاطية وجدار الرحم.
3- الغشاء الساقط: وهو عبارةٌ عن مخاطية الرحم السطحية بعد عملية التعشيش ونمو محصول الحمل، وسُمِّي بالساقط؛ لأنه يسقط مع الجنين عند الولادة.
♡♡ وهكذا يتبيَّن لنا إعجازٌ قرآنيٌّ جديد أشارت الآية الكريمة إليه، وهو تصويرٌ واقعيٌّ لجو الظلمة المحيطة بالجنين، فما يُسمَّى بالغشاء أسماه القرآن الكريم بالظلمة.