

إن التواصل الجيد يحتاج ويتطلب مشاركة الجانبين. يجب أن يجتهد الرجل في تذكر أن الشكوى من مشكلات لا تعني اللوم وأنه حين تشتكي المرأة عموماً فإنها فقط تنفس عن إحباطاتها بالحديث عنها, وتستطيع المرأة أن تعمل على إخباره أنه على الرغم من أنها تشتكي فإنها أيضاً تقدره .
على سبيل المثال يقول أحد الأزواج :
دخلت علي زوجتي للتو وسألتني كيف يجري العمل في هذا الفصل . قلت ” أوشك على الانتهاء كيف كان يومك؟ ”
قالت : ” أوه, هناك الكثير من العمل. إننا لا نكاد نجد وقتاً للجلوس معاً.”
يقول ” كان بالامكان لشخصي القديم أن يكون دفاعياً وحينئذٍ أخبرها عن الأوقات التي قضيناها معاً, أو ربما أخبرتها عن مدى أهمية أن التزم بالموعد النهائي. وهذا ربما أدى فقط إلى خلق جو من التوتر .
شخصي الجديد, الواعي باختلافاتنا أدرك أنها تبحث عن تطمن وتفهم لا عن تبريرات وتفسيرات.
قلت : ” أنت على حق لقد كنا حقاً مشغولين. اجلسي هنا في حجري. دعيني أضمك. لقد كان يوماً متعباً .
ثم قالت : ” أنت طيب حقاً.”
هذا هو التقدير الذي أحتاج إليه من أجل أن أكون متواجداً لها أكثر. ثم استمرت تشكو عن يومها وكم كانت منهكة.
عندها عرضت أنا أن أقوم بتحضير العشاء من أجل أن تسترخي.
قالت:” حقاً, ستعد الطعام للعشاء ؟ سيكون هذا رائعاً. شكراً ! ”
مرة أخرى أعطتني التقدير والتقبل الذي أحتاج إليه لأشعر بأنني شريك ناجح, حتى عندما كانت متعبة ومنهكة .
إن النساء لا يفكرن في بذل التقدير لأنهن يفترضن أن الرجل يعرف كم تقدر له استماعه . إنه لا يعرف ! .
عندما تتحدث عن مشكلات فهو يحتاج أن يُطَمئن أنه محبوب ومقدر حق قدره .
والرجال يشعرون بالإحباط من المشكلات إلا اذا كانوا يقومون بشيء ما لحلها. وبالامتنان له تستطيع المرأة أن تساعده على إدراك أنه باستماعه إليها فقط فهو أيضاً خير معين.
ليس على المرأة أن تقمع مشاعرها أو حتى تغيرها لتساند شريكها. لكنها تحتاج إلى أن تعبر عنها بطريقة لا تجعله يشعر بأنه مهاجم أو متهم أو ملوم . فالقيام بقليل من التغييرات البسيطة يؤدي إلى إحداث فرق عظيم .