

بعدَ السّلام ، فمثلي لا يعي غير السّلام .
منذُ فترةٍ ليست بالوجيزة ، علمتُ أنّكِ بتِّ تكلّمين زوجي كثيراً ، تتلاعبين بإنسيانية عواطفه ، وتتودّدين له بدموعِ وحدتك الفاجرة .
في بادئ الأمر ، أعترف أنّي لم أُمانع صداقتكما كي لا أخدش مشاعركِ كعانسٍ أكلها العثّ ، واعذريني على هذا التّشبيه ، لكنّكِ دفعتني لمواجهةِ حقيقة وجهك .
ففي الآونة الأخيرة ، تغيّر زوجي كثيراً ، ماعادَ الرّجل الذي تعلّقت بمسام يديه وأنا على حافّة الهاوية.
بغريزة الأنثى التي أدركت أنّ هناك أنثى أخرى ، تحيكُ ألاعيبها شبكةً واهنةً ، علمتُ أنّك لامستِ الخطّ الأحمر في عائلتي ، ولن أدعكِ تسحبين القشّة لتدمّري قصر القشّ الذي بنيته ، كغريقٍ تعلّق بقشّة وأنقذته.!
ألا فاعلمي ، لم يكن زواجي قنبلة الموسم بعد قصة حب طويلة ، كان زواجاً تقليدياً ،دامَ عشر سنينٍ، ناهيك عن طرد فكرة الطّلاق ورميها من شُرفاتِ الخيبات المتوازية.
تأتين بكلّ أريحية لتسرقي جرحي منّي ؟! وأنا التي روّضتُه حتّى أطاعني نزفُه البارد .
أنا التي تسللتُ لابتسامة زوجي فملكتها ، وكسرتُ قضبان قلبه الصّارمة ، و بكثييرٍ من التأنّي فككتُ القنابل المزروعة تحت بيتي قبل أن تودي بعائلتي.
وتأتين الآن لتأخذيه جاهزاً ؟ وهو الذي إن تلبّست قسوته لِيناً ، كان بسببي.
وإن استعارَ الهدوء قبل أن يبيعَ زواجه بتسرّع غضبه ، أيضاً بسببي.
لا تفزعي ، إن ظهرت في أسوأ كوابيسك.
أنثى مثلي خسرت كل شيء لتربح عائلتها ، ربما تدفنك حية ، من يدري ؟!
صدقيني ، لا أأمنُ فتيلَ غيرتي إن اشتعل ، فلا تأمنِ لي .!