

حتى في السياق الذي يخلق بعض التباعد بين الزوجين تبقى الحجة موجودة دائماً للاقتراب من بعضهما البعض, خاصة إذا كان هناك مشكلة متبادلة تحتاج إلى المعالجة. ولكن هذا القول يصعب أحياناً عند التطبيق, عندما تكون نظرة أحد الشريكين متجهة نحو التقارب, ونظرة الآخر نحو التباعد .
يشير الدكتور لارنر إلى أن الرجال مثلاً يكونون تقليدياً هم الساعون إلى الابتعاد والتباعد عندما يتعلق الامر بمشكلة عاطفية.
الرجل يمكن أن يعالج قلقه في البعد عن شريكته لأنه يريد استقلالية أكثر, ولكن عندما ينتاب القلق الرجال, مهما كان السبب, فإنهم عادة يلاحقون الجنس . بينما غالباً ما يكون للنساء رد فعل معاكس فإنهن يبتعدن وينأين . وإنه لمن الصعب لدى الزوجين أن يقدّرا هذا النمط المختلف, ولكن التجربة تستحق البدء بها للتوازن بين التقارب العاطفي والجنسي .
إلينور, هي محامية عمرها 35 سنة وأم لثلاثة أطفال تقول ” أنها تعلمت الآن قبول الأمر الواقع, بأنها هي وزوجها ألن من نمطين مختلفين جداً, وتضيف ” عندما كانت ابنتنا البالغة من العمر ثماني سنوات, في المستشفى لإصابتها بضيق شديد في التنفس, تأثرنا أنا وألن كثيراً, وكنت أريد أن أحدثه عن كل همومي ومخاوفي أما هو فأراد أن يذهب لاصطياد السمك, وللعمل بجهد أكبر . ولممارسة الحب .
وقد عرفت من التجربة انني اذا سألته أن يتفهم النمط الذي أنا منه فسيقودنا ذلك إلى طريق مسدود. ولذلك اعتمدت على شقيقتي وعلى صديقة لي للتخفيف عني في مواجهة القلق والمخاوف . ”
وتقول أيضاً ” إنه عندما مرت الأزمة وعادت هي وألن إلى التزامن في الوفاق, كانت ممارسة الحب أعظم من السابق بكثير, بعدما كنا متباعدين جسدياً وعاطفياً .
أصبحنا مرحين ولعوبين مع بعضنا البعض . لسنا متأكدين تماماً بماذا يفكر كل منا وماذا يشعر, وذلك دفعنا إلى اتخاذ نظرة جديدة , إنه لأمر محير قليلاً إن البعاد يعمل على إيقاظ شرارة الحب بين الرجل والمرأة كما يحصل معنا ”
بالطبع إننا نعلم بالغريزة ماذا يفعل الجاذب بين الرجل والمرأة, إنه لا يزال يعمل بيننا من يوم إلى يوم , بمعظم الطرق العادية.
إن الذي يجذبنا إلى بعضنا هو ندائين متساويين ويكونا في الواقع ذكراً وأنثى . وينجذبان كثيراً إلى بعضهما البعض ويقعان في الحب بشكل عفوي, ويمارسان الجنس لكي يجدد كل منهما نفسه اتجاه الآخر .