

في وضح النهار البارد تبدو أحلام الزواج الناجح مستحيلة ونسمع بالتأكيد عن علاقات فسخت أكثر مما نسمع عن علاقات دامت.
ونرى العديد من المستمرين في علاقاتهم الزوجية تنهش المرارة قلوبهم, فهم إما قيدتهم الحاجة الاقتصادية وإما أبعدهم القصور العاطفي ولم يبق ما يجمعهم في هذه العلاقة غير رماد المحبة الماضية.
غير أن بعض المتزوجين الذين اذا ما عادوا بأفكارهم إلى ماضي سنواتهم حيث كانت المتعة الحقيقية تخيم على سنواتهم الزوجية السابقة, فسيجدون أن العلاقات الزوجية المتينة والحميمة التي عركها الزمن وصقلها, هي فقط التي تمنحنا لذة مغامرة
“الكشف عن أعماق الحب وسمو الإنسانية “. لأنه ليس من أحد بيننا سواء كان متزوجاً من ثلاثة أشهر أو من ثلاثة سنوات يريد أن يفوته أي جزء من هذه المغامرة التي تثير فضولنا حول علاقة الزوجين.
يقول المتزوجون الذين كافحوا سنوات طويلة للمحافظة على علاقتهم الزوجية, بأنهم كانوا محظوظين وربما هذا كل ما في الأمر.
ومع ذلك فإن الحظ لا يلعب دائما الدور الرئيسي في العلاقات الزوجية الأخرى. إنما الأهم هو حصيلة ما يقدموه منذ البداية من وقت وعاطفة وطاقة ونكران للذات وإيداعه في بنك زواجهم. وتراهم اليوم بعد مضي سنوات عديدة على زواجهم, يجنون ثمرات أرباحهم مقابل تضحيتهم الصادقة والغالية في آن واحد.
كيف تحافظ على استمرارية العلاقة ؟
إن بناء العلاقة على المودة والألفة يعني المجازفة بأنفسنا جسدياً وعاطفياً, وبالتالي التخلي عن العادات القديمة واستبدالها بعادات جديدة متطورة, أي التعبير عن رغباتنا مع أخذ رغبات الآخرين في العلاقة الزوجية بعين الاعتبار وأن ندرك قدرة كل منا في التعبير وأن لا نتردد في طلب المساعدة عند احتياجها.
يقول أحد الأزواج البالغ من العمر ثلاثين عاماً ” إن كل شيء نتعامل معه أو نعمله يستحق الأهمية وخصوصاً الزواج فهو يتطلب العمل الشاق والطويل لكي ينجح”
ويؤكد علماء النفس أنه إذا تفادى الزوجان المواجهة المباشرة مع بعضهم فإن المسائل المهمة المتعلقة بعلاقتهما المتينة والودية لن تحل إطلاقاً فالغضب المكتوم قد يسبب ضغوطاً عالية وخطيرة وتهدد بالانفجار.
إن الزواج السعيد أو غير السعيد كأي شيء آخر لم يأت نتيجة لمشاعر طوعية إنما هو من صنع الوقت والإرادة وهو أهم بكثير من أي قصة غرامية أو عاطفية.
وهكذا اكتشف العريقون في الزواج الحقائق الأساسية حول معاني الحب والمودة وحول ما هو مهم وغير مهم في الحياة.
فليس هناك من طرق أقصر وأسهل لاجتيازها نحو كشف هذه الحقائق قالت إحدى الزوجات في هذا الصدد
“لهذا السبب تستمران مع بعضكما لأنكما تودان معرفة نهاية قصة حبكما الطويل واكتشاف معانيه وطرقه الغامضة “