هل تعلم أن الحياة الزوجيَّة تُصاب بالشيخوخة؟ وأن التجاعيد تحفرُ أخاديدها في القلب المحب المليء بالمشاعر؟
فالسنوات تمرّ سريعةً ، ومتاعبها تمرّ أسرع دون أن نَدري أنَّنا لم نُحييها ولم ننعش قلبها ،فينسحب بساطُ السعادة الزوجيَّة مِن تحت أقدامنا دونَ أن ندري .!
فكيفَ تعيد للحياة الزوجية شبابها ؟ ومَن عليه العبءُ الأكبر في محاولةِ الإنعاش هذه: الزوج أم الزوجة، أم الاثنان معًا؟

☆ أولاً : تعرّف معي ما معنى الشيخوخة؟
• اعلم أنَّ التجاعيد يُمكن أن تصيب الوجه، ولكنَّها لا تستطيع أن تفرِضَ سطوتها غير المرغوبة على القلب المحبّ.
ويبرز هذا الفرقُ واضحًا في الذين يتمتَّعون بخِفَّة الظل والرُّوح المرِحة والمتفائلين، فتجدهم أكثرَ نضارةً وشبابًا ممَّن هم في مِثل عمرهم مِن الذين يصادفون المشكلات، ويرافقون الأحزان، وتكون وجبتهم اليومية!

ثانياً : اعلم أن الزواج ضد الشيخوخة .!

•على خلاف ما يروِّج له المتزوجون دائمًا بأنَّ الزواج مقبرة للحب أو يعجل بانقضاء العمر، جاءتْ تلك الدراسة الحديثة لتؤكِّد عكْس هذا الاعتقاد؛ حيث أكَّدت أن الزواج هو أفضل وقاية (حتى الآن) مِن مرض الزهايمر أو “خرف الشيخوخة”.
هذا ما توصَّل إليه باحثون في مؤتمر للجمعية الدولية للزهايمر عُقِد في شيكاغو، قدّم إثباتات أن ارتفاع خطَر التعرض لمرض الزّهايمر بين العُزَّاب أكثر من المنزوجين .

• طول مدَّة الزواج لا تقتل الحب، بل تزيده عمقًا، ولكن أحيانًا يختبئ الحب وراءَ هموم الحياة ومشاقِّها، وهموم الأطفال ورِعايتهم، ويخرج الحب من مكمنه متدفقًا إذا استدعيناه موجوداً .!

• لا تفوِّت فرصة السعادة مِن بين يديك، وتفرِّط في عمرك، وتضيِّعه في المشاحنات الزوجيَّة، أو كَيل الاتهامات للزوج أو للزوجة، وعدم النهل مِن نبْع السعادة التي حبانَا بها الله، فالزَّوج أو الزوجة الذكيَّة الحَكيمة هي التي تطوِّع كلَّ الأسباب لاستعادةِ نضارة القلب، وتطويع الشباب ليظلَّ عندها طويلاً .

• قوام العلاقة الزّوجية ، الكلمة الطيبة والاحترام المتبادَل والمعاملة الحسَنة والتسامح، وعدم الوقوف عند الخطأ طويلاً، وأن ينظرَ كلُّ طرَف للجانب الإيجابي في الطرَف الآخَر ، لتعزيز العلاقة وتقويتها، لتعيشَ هذه العلاقة طويلاً.

• الصبر والاهتمام المشترَك هو الذي يُطيل عمرَ الحياة الزوجيَّة، ويجعلها أكثرَ حماسةً، وأنا أرى أنَّ أهمَّ ما يجمع الزوجين هو تربية الأبناء، وتمضية معظَم الوقت في رِعايتهم وتوجيههم، وخاصة في هذا الزَّمن الذي كثُر الهرج والمرج، وتَعالى صوت الانفلات، فيجب أن يكونَ لهم الأولوية القُصوى في اهتمامات الزوجَين المشتركة.

• الاعتياد لا يولد الملَل، بل يولّد العشرة والحب والتآلُف، وهو الذي يجب أن نُعزِّزه فينا، لكي نتجنب شيخوخة قلوبنا التي تشيخ بإرادتنا وليس بعوامل الزمن.

♡ كيف ينعش الزّوجان الحبّ بينهما ؟

1. السعادة تنبُع من داخلنا، وليكن شعارنا: “أسعِدْ مَن حولك تسعدْ أنت أيضًا”، والسعادة لا تأتي على طبقٍ من ذهب، بل تحتاج إلى بذل مجهود، وإن كان هذا المجهود مِن أجل من نحبُّ فأهلاً بهذا المجهود.

2. على الزوجين إحياء المشاعر والذِّكريات التي جمعتهما معاً ، وأن ينتهجا سياسة الغفران والتسامح، ويركزَا معاً على الجوانب المضيئة والإيجابية في حياتهما.

3. إنَّ المرأة التي تعرِف كيف تنفخ “قبلة الحياة” مِن رُوح حياتها بتجديد مشاعرها ناحية زوجها، كلما نال منها “روتين الحياة وبَلادة النسيان، وباستدعاء كبريائها تُجاهه، اطمأنَّ إلى استسلام الأنثى، وسكون الحلال، وقدَّمت نفسها له في ثوبٍ جديد، وصورةٍ جديدة كلَّما أصابه “نفور” ، وزهد امتلاك المتاح.

4. لكلِّ فترة من فترات الزواج طعمٌ ولون خاصان بها، ففي بداية الزواج يكون الحبُّ والمودة والمرَح، والعمل والطموح والحيوية، ثم تبدأ مسيرةُ تربية الأبناء، فينشغل الأبوان بأمورٍ أخرى هامة في تأسيسِ وتكوين حياة مرفَّهة لأُسرهم، ثم بعدها يكبر الزوجانِ ويكبر معهما الزواجُ ويشيخ، ولكن كما يقال في الشيخ والكِبَر: الوقار والحكمة، فتتحوَّل العلاقة الزوجيَّة بينهما إلى حالةٍ من الرحمة والتواصل والحكمة والخبرة .

التعليقات