

# قصة_وعبرة
عاجزٌ تماماً عن نطق الشّهادتين ،
الموتُ يغرغرُ في حلقي ويخنقني ، زوجتي تأتيني بالماء ، أشربهُ وأتشردقُ بالشهقةِ الأولى .
تُحاول التّخفيف عنّي بتلقيمي ( لا إله إلا الله ) ، ولكن محاولاتها يبتعلها العبث .
ملكُ الموتِ يعبثُ بي كما كنتُ أعبثُ بك .
لماذا تحاولين مساعدتي وأنا الذي طالما خلقتُ لكِ ألف عثرة في الطّريق ، أمسكتُ يدها ، قبّلتها وبكيت .
كنتُ عاجزاً عن قول كلمةٍ واحدة ، وأنا الذي تهتزُّ الأرض رعباً من صوت صراخي ، ويلَها زوجتي إن دخلتُ المنزل وكان طعامي ليس حاضراً ، لم أكن أهتمُّ لتعبها ومرضها ودموعها التي تخبئها ينابيعاً جوفيّة في مقلتيها .
مع أنّي أعلمُ عجزي عن إنجابِ طفلٍ يحبو بين يدي ليرقَّ قلبي ، ولكنّي كنتُ دائماً أعيّرها أنها امرأةٌ عاقر .!
وتنامُ بلا عشاء وحيدة في الصالة وأنا المتخمُ طمعاً و تكبّراً .
والآن أنا عاجزٌ عن النّطق بكلمةِ شكرٍ لها ، وهي التي سهرت ليالٍ طوال كي أكون بخير .
رغم قسوتي المفرطة وغروري و سوء معاملتي لها ماتركتني لحظة ، حتى وأنا على فراش الموت .
حتّى بعدَ علمت أني قمت بحادث سيارة مروّع وكانت صديقتي الحميمة بجانبي .
أكادُ أرى ملكَ الموت يسخرُ من ندمي المتأخر ، ويقترب منّي ليبتلع آخر شهقةٍ لي .
تقتربُ زوجتي منّي ، تقبّل جبيني ، تهمس
_لا تقلق ، أنا أعلمُ أنّك رجلٌ عاقر منذ البداية وأسامحك
تركتكَ لله الذي أنت بين أيديه الآن ، وأسأله عزّ وجل أن يهوّن عليك ثِقل السّؤال وعذاب القبر .
لم أستطع أن أنطق .
رفعتُ سبّابتي ، استنجدتُ بصوتي فلم أجده ، اختنقَ النّدم في حلقي .
وشهقتُ شهقة الموت ، أخبرني فيها ملكُ الموتِ أن روحي ثقيلةٌ جداً.
أسدلتُ جفنيَّ للحياةوأنا في حجرِ زوجتي ..
عاجزةٌ هي عن البكاء .
أعلمُ أني لا أستحق ..!