من حسن رعاية الإسلام للأسرة واهتمامه بشئونها، أنه رتب حقوقاً مشتركة للزوجين معاً على بعضهما، وحقوقاً منفردة للزوج على زوجته، وحقوقاً منفردة أيضاً للزوجة على زوجها.
ويجب علينا كي نبقي الأسرة قوية ، وخالية من أدنى عيوب ، أن نعلم مالنا وما علينا .
والإسلام الحنيف ماترك حقاً إلا و أظهره للزوجين .

☆ فما هي الحقوق المشتركة بين الزوجين معاً ؟

1 . حل العشرة الزوجية التي ماكانت تحل إلا بالزواج قال الله تعالى في الآية 187 من سورة البقرة: {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن}.

2.  حرمة المصاهرة :  وهي أن تحرم الزوجة على  أصول الزوج وفروعه، كما يحرم هو على أصولها وفروعها، بحسب ما تقدم ذكره في المحرمات من النساء.

3. ثبوت نسب الولد المولود من الزوجة لزوجها ، وهذا حق أدبي معنوي يحفظ مكانة الزوجين ويصونها من مقال السوء في ظل عقد الزوجية الساري .

4. ثبوت التوارث بين الزوجين، فإن مات أحدهما يعيد العقد ورثه الآخر، ولو كان الموت قبل الدخول والزفاف.

5. المعاشرة بالمعروف، إذ يجب على الزوجين معاً أن يعاملا بعضهما بالمودة والوئام، والاحترام والسلام، وحسن الخلق وطيب الكلام قال الله تعالى في الآية 19 من سورة النساء يخاطب الرجال: {وعاشروهنبالمعروف}.

☆ ماهي حقوق الزوج المنفردة ؟

1. تطيعه في غير معصية ، لأن الزوج عماد الأسرة الأول وربانها المقدم، ومن حقه أن يجد الطاعة ممن يشرف عليهم ويسهر على راحتهم .
وقد جاء في الحديث الذي رواه أحمد والطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا صلت المرأة خمسها” وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي باب شئت .

2 . أن تستقر في بيتها فلا تخرج إلا برضاه ، لأن البيت ميدان وظيفتها الفطرية ونشاطها الطبيعي، وهذا يتطلب منها حضوراً دائماً وملازمة مستمرة تتابع فيها شئون الأبناء واحتياجاتهم، وتراعي مصالح المنزل وتدبر شئونه، فيكون واحة للأمن والسكينة والراحة لجميع أفراد الأسرة زوجاً وأبناء. روى أبو داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “حق الزوج على زوجته ألا تخرج من بيته إلا بإذنه، فإن فعلت لعنها الله حتى تتوب أو ترجع ” .

3 . القوامة، ومعناها: الإشراف العام على مسار الأسرة وتوجهاتها وضبط أمورها ضمن أحكام الشريعة، وهو ثابت في الآية 34 من سورة النساء في قوله تعالى: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً}.
وليس المراد بالضرب في الآية الإيذاء والإهانة، بل المراد ما كان على وجه التنبيه والإرشاد ولفت النظر، ولا يحل للزوج أن يلطم زوجته على وجهها أو يضربها ضرباً مؤذياً أو يسيء إلى كرامتها وبخاصة أمام أولادهما. وقال رسول الله فيما يرويه الترمذي: “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي”.

4.  قيام الزوجة برعاية الأولاد وتدبير شئون المنزل ، وتيسير أسباب الراحة البيتية لجميع  أفراد الأسرة، وقد روى البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكم بين علي وفاطمة رضي الله عنهما حين اختلفا في توزيع الأعمال أن جعل على فاطمة خدمة البيت وجعل على علي العمل والكسب.

5. أن تتجمل وتتزين لزوجها وتحسن هيئتها له ولا تمنعه نفسها، روى أبو داود عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة، إذا نظر إليها زوجها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله”. كما روى أبو داود أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “حق الزوج على زوجته ألا تمنعه نفسها ولو كانت على ظهر قتب”.

6. أن تحفظه في نفسها وماله وترعى أسراره ولا تشهر به، ولا تنتقص مقداره بين الناس بما تفعله في نفسها وفي سمعته، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: “وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله”.

☆ فما هي حقوق الزوجة المنفردة ؟

1. الرفق في المعاشرة والعدل في المعاملة قال الله تعالى في الآية 19 من سورة النساء: {وعاشروهن بالمعروف}.
ولما كان الرجل بحكم الطبع والعرف هو الجانب الأقوى جاءت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية تذكره بوجوب الرفق واللين في معاملة زوجته، وتوصيه بالإحسان إليها والصبر عليها .

2. المهر ، وهو من قبيل إكرام الزوج لزوجته، ومؤانسته لها استعداداً لبدء الحياة الزوجية، وهو حق لازم لا يصح عقد الزواج بدونه، تمييزاً له عن الصلات غير المشروعة، وليس له حد أعلى، غير أنه يندب عدم المغالاة في المهور، تيسيراً على المتزوجين وتشجيعاً على تكوين الأسر .
روى أحمد والبيهقي والحاكم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة”.

3. النفقة، وهي واجبة على الزوج بمقتضى توزيع المسئوليات في الأسرة بين الزوجين ، لأن الزوجة هي التي تتولى شئون البيت الداخلية من رعاية وتدبير وتنظيم وحضانة، والزوج هو الذي يتولى شئون الكسب والعمل والسعي خارج البيت، ثم الإنفاق على أسرته والتوسعة عليها وكفايتها ولو كانت زوجته غنية.
والمقصود بالنفقة هنا: توفير ما تحتاجه الزوجة من مسكن وغذاء وكساء وخدمة ودواء، بحسب مستواها الاجتماعي وتطور الأزمنة.

التعليقات