

المعية :
إن المعية جانب مهم في تكريس الوقت, ولا أعني بذلك القرب المكاني فالشخصان اللذان يجلسان في نفس الغرفة متقاربان, ولكن لا يعني ذلك بالضرورة أنهما معاً إن المعية تعني التركيز الكامل, فعندما يجلس الأب على الأرض ويدحرج الكرة نحو ابنه ذي الثلاثة أعوام فإن انتباهه لا يتركز على الكرة ولكنه ينصب على الطفل وهذه اللحظة القصيرة مهما طالت فهما معاً, أما اذا كان الأب يتحدث في الهاتف أثناء رميه للكرة فإن انتباهه يتشتت. ويعتقد بعض الأزواج والزوجات أنهم يقضون وقتهم معاً . بينما هم في الحقيقة يعيشون على مقربة من بعضهم البعض إنهم يعيشون في نفس البيت في نفس الوقت ولكنهما ليسا معاً .
إن الزوج الذي يشاهد الرياضة على التلفاز بينما يتحدث إلى زوجته لا يكرس لها وقته لأنه لا يعطيها اهتمامه.
إن تكريس الوقت لا يعني أننا ينبغي أن نقضي الوقت يحملق كل منا في عين الآخر ولكنه يعني أن نفعل شيئاً ما معاً شيء بسيط أما الشيء المهم من الناحية العاطفية فهو أننا نقضي وقتاً مركزاً مع بعضنا البعض وما هذا النشاط إلا وسيلة لتوليد الشعور بالمعية فالشيء المهم بالنسبة للأب الذي يدحرج الكرة للصبي الصغير ليس النشاط نفسه, بل المشاعر التي تتولد بين الأب والابن.
وبالمثل فإن الزوج والزوجة اللذين يلعبان التنس إذا كان وقتاً خاصاً حقيقياً فلن يركزا على اللعبة بل سيركزان على حقيقة أنهما يقضيان الوقت معاً . إن ما يحدث للمستوى العاطفي هو ما يهم فقضاؤنا للوقت معاً في شيء مشترك يوصلنا إلى أن يهتم كل منا بالآخر وأن نستمتع بكوننا معاً وأن نحب أن نفعل الأشياء معاً .