

للأسف إن نسبة الطلاق هي في إرتفاع وليست في إنخفاض ،حتى أن بعض الشباب عزف عن الزواج بحجة أن هذه العلاقة تنتهي بالدمار و الطلاق .
وحين نتسائل من السبب ، يمكن أن يكون الزوج هو السبب ، أو الزوجة هي السبب ، أو كليهما .
☆فماهي الحلول الجذرية حتى لا يحدث الطلاق ؟؟
• أولاً : قبل أي شيء ، وقبل الزواج ، نعود إلى الشريكين ، ويجب عليهما حسن الإختيار ، أي قبل الدخول في شراكة الحياة الزوجية لأسرة سعيدة (حس الاختيار من كلا الطرفين) ، عن النبي – صلى الله عليه وسلم -، قال: (( تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك )) متفق عليه.
وحديث عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم -قال:
قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه، فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض))
• ثانياً : وبعد الخطبة ، الواقعية في إظهار الشخصية للشريك الآخر ، فكثير الشباب مثلاً ، يُظهر نفسه في فترة الخطوبة بالغنى والجود والسخاء ويكلف نفسه فوق طاقته ويظهر للفتاة أنه فارس الأحلام فإذا ما دخل بزوجته وقد ارتسم في مخيلتها أنه عنتر زمانه، و حاتم دهره، إذا بالحال غير الحال و الطعام غير الطعام و الأسلوب غير الأسلوب و غير ذلك فعندها تفقد الزوجة المصداقية بالزوج و يحدث الشقاق فيما بينهما .
• ثالثاً : عدم المغالاة في المهر ، فالمغالاة في المهور مما يسبب المشكلات والخلافات بين الزوج والزوجة فكم من أُسر قد تفككت وتمزقت وكان سببها الرئيس هو المغالاة، فبعد الزواج يظهر أثر تلك المغالاة في تحكم الزوجة وتسلطها على الزوج لأنها كما يقولون (قيدته من يديه و رجليه) فيحدث الشقاق و الخلافات التي تعصف بالأسرة إلى الفراق و الطلاق.
•رابعاً : بعد الزواج ، يجب أن يفهم كل واحد منهما نفسية الأخر عند البناء فان ذلك يجنب الشقاق و الخلاف المستقبلي و تأمل إلى ذلك المشهد الرائع لذلك الفهم، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى قَالَتْ: فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ تَعْلَمُ ذَاكَ ؟ قَالَ: إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً فَإِنَّكِ تَقُولِينَ: لاَ وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى تَقُولِينَ: لاَ وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ، قُلْتُ: أَجَلْ وَاللَّهِ مَا أَهْجُرُ إِلاَّ اسْمَكَ .
•رابعاً : حسن المعاملة : واعلم أيها الزوج وأنت أيتها الزوجة أن الحياة الزوجية شراكة بينكما ولا تدوم هذه الشراكة إلا بالإحسان وحسن المعاملة قال الله تعالى ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19].
فزوجتك أمانة وهي وصية رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء .
وأنت أيتها الزوجة تذكري عظم حقه عليك عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِي رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- بِابْنَةٍ لَهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ ابْنَتِي قَدْ أَبَتْ أَنْ تَزَوَّجَ فَقَالَ لَهَا النَّبِي – صلى الله عليه وسلم -:« أَطِيعِي أَبَاكِ ». فَقَالَتْ: وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لاَ أَتَزَوَّجُ حَتَّى تُخْبِرَنِي مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ قَالَ:« حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ أَنْ لَوْ كَانَتْ لَهُ قُرْحَةٌ فَلَحِسَتْهَا مَا أَدَّتْ حَقَّهُ » [13].
• خامساً : فن إدارة الأزمات : فإذا ما حدث خلاف أو شقاق بينكما فعليكما بفن وقانون إدارة الأزمات الذي وضع حكيم هذه الأمة أبو الدرداء رضي الله عنه
لقد أوصى الصحابي الجليل أبو الدرداء رضي الله عنه زوجته فقال لها: “إذا رأيتني غضبت فرضني، وإن رأيتك غضبى رضيتك، وإلا لم نصطحب”
•سادساً : لا يوجد رجل كامل وامرأة كاملة : لا يوجد رجل كامل إلا الأنبياء و المرسلون و لا يوجد امرأة كاملة إلا ما استثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام).
لذا فلا تبحث عن الكمال في زوجتك وأنت كذلك لا تبحثين عن الكمال في زوجك بل المعاشرة بالمعروف فإن كرهت منها أيها الزوج خلقا رضيت أخر و أنت كذلك أيتها الغالية، عن أبي هريرة -رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال «لا يَفْرَكْ مؤمن مؤمنة، إِن كَرِه منها خُلُقا، رضي منها آخَرَ». أخرجه مسلم .
•سابعاً : الماضي الأليم لا مكان له في قلوب المحبين فلا حقد ولا حسد وضغينة فلا يخزن الزوج سقطات زوجته ليذكرها به عند الاختلاف وكذلك الزوجة فلابد من التصفية والتنقية للقلوب.
• ثامناً : الحياة الزوجية لا تخلوا من منغصات وتلك المنغصات كالملح الذي يوضع على الطعام فلو زاد عن حده ما قبل ذلك الطعام وما استساغة أحد.
لذا فعند الخصام والخلاف لابد من عدة أمور حتى لا نقع في المحظور وهو الطلاق:
1 . تقوى الله التي تمنع كلا الزوجين من الوقوع فيما يغضب الرب جل جلاله .
2. تذكر المعروف، ولا تنسوا الفضل والمعروف الذي كان بينكما.
فالواجب عند الخصام الالتزام بأمر الله تعالى و امر رسوله صلى الله عليه وسلم- عن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما -: قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «أَربع مَنْ كُنّ فيه كان منافقا خالصا. وَمَنْ كانت فيه خَصْلَة منهن كانت فيه خَصْلَة مِنَ النِّفَاق، حتى يَدَعَهَا: إِذا ائْتُمِن خَانَ، وإِذا حَدّث كَذَبَ. وإِذا عَاهَدَ غَدَرَ. وإِذا خَاصَم فجر».
3. تذكروا الأبناء: عند الخصام والخلاف لابد ألا يغيب عن أذهانكما الأبناء والبنات وتذكروا أن مستقبل هؤلاء مرتبط بارتباطكما فكم من أبناء شردوا وضاعوا في صحراء الحياة بسبب الطلاق، بسبب أن كل واحد منهما اختار لنفسه طريقا وترك الأبناء في صحراء الحياة المدمرة.