
العلاقة الزوجية

البارحة كنت مع أصدقائي تتناول طعام العشاء ، أتاني صحنُ( الشاورما) وكأنه وليمة فاخرة ، فاستقبلت الصّحن وكأني أراهُ لأول مرة.!
نسيت أن هاتفي صامت ، وانشغلت بالأكل والضحك مع أصدقائي .
بعد العشاء قررنا الذهاب إلى النّادي لمتابعة مباراة كرة القدم ، وقضيت وقتي وأنا أصرخ وأشتم اللاعبين ، ملئت النادي صراخاً ، ونسيت بيتي الفارغ من الخضار واللحم الذي تنتظره زوجتي كي تعدّ العشاء.!
وعند منتصف الليل تقريباً ، ودّعت أصدقائي واتّفقنا أن نلتقي غداً .
عندما وصلت البيت ، أمسكت مقبض الباب ، كان حارّاً جدّاً ، وفجأة تذكرت الحريق الذي أشعلته في منزلي بسبب إهمالي.!
دخلتُ المنزل بهدوووء ، نظرت يُمنةً ويُسرىً ، وكأني سأقطع شارعاً مليئاًبالسيارات الصّادمة .!
رأيت زوجتي جالسة في الصالة ،تهتزّ قدمها كأنها صفارة طنجرة ضغط ، فعلمت حينها أن نهايتي وشيكة .
بسرعة تداركت الموقف قبل أن ينفجر ، واصطنعت ألم الظهر ، وكأني كنت في قتال ، فهرعت نحوي زوجتي الحنونة ، تسألني عن حالي ، وأخبرتها أنني تصادمت مع أحدهم في السيارة ، وتشاجرت معه ثم ذهبنا إلى المخفر ، ونسيت هاتفي صامت .
بدأ صراخ ألمي ، ونحيب حظّي السيّء ، وأسفي معه ندمي أنني تركت زوجتي الغالية جائعة تنتظر طعام العشاء.
لحسن حظي صدقت زوجتي روايتي وانحنت على كتفي تدلّك ظهري.!
أخبرتني أنها ليست جائعة وستأكل الزيتون والمكدوس معي ، وأنا أتناول العشاء معها ضحكت كثيراً ، ففي نهاية كل شجار أنا المنتصر.!
ششش ، لاتضحكوا بصوتٍ عالٍ وتخبروا زوجتي.!!