كثيراً مايشتكي الأهل من أبنائهم ،ويصعب أمر التربية عليهم كثيرًا، إذا لم يستطع الوالدان التحلِّي بالصبر والأناة، وبدؤوا في استخدام العنف مع أبنائهم ، لوقف سلوكياتهم غير المرغوبة.

☆ أولاً :هل سلوك أولادنا وراثي، أم مُكتَسب؟

•عليك أن تعلم ان الأطفال يُولَدون ولديهم صفات وَرِثوها من آبائهم؛ مثل: لون البشرة، ولون الشعر، والطول، ونسبة الذكاء، والميل للخجل، وكذلك الميل للعنف مع الآخرين، والخوف من الأصوات العالية، وهكذا ، فكثيرٌ من الصفات نرثها من آبائنا، وهناك صفات نكتسبها من البيئة التي نعيش فيها؛ فالخوف من الحشرات، أو الخوف من الظلام، أو الخوف من الأطفال الأشقياء، كل ذلك يتعلمه الطفل، ويدخل في تركيبة شخصيته.
• يكتسب الطفل الجرأة في التعامل مع الآخرين، والقدرة على التعامل مع الأمور المختلفة التي مرَّ بها وأتقنها مع مراحل نموه ، مثل: حب المدرسة إذا أتقن التعامل مع الموادِّ الدراسية، وعدم الخوف والثقة بالنفس ، ولم يمرَّ بخبرات سلبية تُعِيق تطور شخصيته، إذًا نحن نرث بعض الصفات من والدينا، ونكتسب البعض الآخر، وهذا يرجع -بشكل كبير- إلى طبيعة التربية التي يوفرها لنا والدانا، ونوع البيئة التي نعيش فيها.

☆ثانياً : هل يتم تعلم السلوك منذ بداية الطفولة، أم في مرحلة لاحقة ؟

• الأطفال منذ ولادتهم يبدؤون في ملاحظة ما يدور من حولهم، وهذه الملاحظة تتطور يومًا بعد يوم؛ فالأمُّ كثيرة الاتصال بالطفل تنشأ بينها وبين طفلها عَلاقةٌ قوية، أساسُها المودة والرحمة، وتلبية جميع المطالب التي يحتاجها طفلها، فيتعلم الطفل كيف يبادل والدته الحب والمودة، ويتعلم متي يبكي بكاء الدلال، ويتعلم بكاء الحاجة، وبكاء الألم؛ إذًا فالطفل منذ نعومة أظافره وهو يتعلم كيف يتعامل مع الآخرين، وكيف يتصرَّف في المواقف المختلفة ، ثم تتطور اساليب تربيته في مراحل عمرية لاحقة ، لكن أساس تربيته صحيح ، فينشأ على الشخصية الصحيحة والتصرفات الجيدة والبعيدة عن السلوكيات الخاطئة في مراحل المراهقة .

☆ثالثاً : خلافاتنا الأُسرِية لها تأثير على سلوكيات أولادنا ؟

•من الأمور الأكيدة أن طبيعة العَلاقة بين الزوج والزوجة تؤثِّر على أطفالهما ، فكلما كانت العَلاقة طيبة ووثيقة ومتماسكة، ويغلب عليها الاحترام والمحبة، أثَّر ذلك إيجابًا على شخصية أبنائهم ، وعلى سلوكه مع أسرته.

• اضطراب العَلاقة الأُسرِية بين الزوج والزوجة، يؤثِّر سلبًا على الأبناء ، مما ينعكس على سلوكياتهم، ويجعلهم يشعرون بعدم الأمان، والخوف من الانفصال، أو الحرمان من الوالدين.
وهذا ربما يؤدي -بدوره- إلى سلوكيات شاذَّة، أو عدوانية نحو الآخرين، أو الرغبة في التخريب ، انتقامًا من الوالدين كليهما أو أحدهما.

☆ رابعاً: لماذا يتصرف المراهقين بطريقة مزعجة؟

•المراهقون بطبيعتهم يُحِبُّون إثبات الذات بين أفراد الأسرة ، وهذا مايزعج أهلهم ، مع ان المراهقين قد يقعون في سلوكيات ربما لا تجد استحسانًا من الوالدين، وتصنَّف سلوكياتهم بأنها مزعجة، ومن المهم أن نوجِّه هذه الرغبة إلى سلوكيات منضبطة قدر الإمكان، وأن نحسن من توجيههم؛ بحيث لا يقعون فريسة الأفكار الخارحية الخاطئة .

☆خامساً : كيف نبني شخصية أبنائنا؟

• نحن بحاجة إلى أن نعرف الطريقة الصحيحة التي تساعدنا على معرفة الأسلوب الأمثل في تعالمنا مع أبناءنا، بحيث نكون عونًا لهم في اكتساب السلوكيات والمهارات المناسبة للتعامل مع الآخرين.

ومن ذلك:

• التعامل معهم بما يَكفُل لهم الشعور بالاحترام والتقدير، بداية من اختيار الاسم الجميل، مرورًا بحسن المعاملة، وحسن التوجيه والتأديب.

•  بناء الثقة في النفس ، لكي يشعروا بالقدرة على التعامل الجيد مع أنفسهم والآخرين.

• نشجِّعهم على الاستقلالية، والاعتماد على النفس في تعاملاتهم اليومية، وألاَّ يكونوا معتمدين علينا بشكل كبير.

•  وندرِّبهم على تخطي الفشل، الذي ربما يواجهونه من خلال تعاملاتهم المختلفة، وضرورة تحويل الفشل إلى نجاح.

♡ نصيحة لك عزيزي المربي :

• في واقع الأمر لا توجد حلول سحرية أو مناسبة للتعامل مع جميع المراهقين، فكل مراهق يعد حالة خاصة، وكل موقف يعد حالة خاصًّة أيضاً ، لذا لا بد من مراعاة تلك الفروق، وأن يتم التعامل بشكل مناسب مع كل مراهق ، ولكل موقف من المواقف المختلفة.

•تذكر أنك أنت ، مَن يؤثِّر على أبناءك ،  فكلما كنَّا واعين أكثر بطبيعة وحاجات أبناءنا ، استطعنا أن نُحسِن التعامل معهم، وهنا نستطيع أن نؤكِّد على ضرورة التعامل الواعي، المبني على الحب والإخلاص والتضحية ، لكي نؤسِّس بيئة سليمة لأبنائنا، يستطيعون العيش فيها بشكل يضمن لهم تربية طيبة.

التعليقات