

العنف هو : الشدة والمشقة، وهو ضد الرفق، وكل ما في الرفق من الخير ففي العنف من الشر مثله . والتعنيف : التوبيخ والتقريع واللوم .
وهو كل تصرفٍ يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين، وقد يكون هذا الأذى جسميّاً، أو نفسيّاً؛ كالسخريَّة والاستهزاء، وفرض الآراء بالقوة، وإسماع الكلمات البذيئة، وجميعها أشكال مختلفة لظاهرة العنف .
وترى الكثير من الأهالي ، يشتكون من تسلط ابنهم في المنزل وتعامله بعنف مع إخوته ، ويزداد الأمر سوءاً حين يتعدى هذا العنف ليصل المدارس وأصدقاء الحي ، فيأتي الشاب كل يوم وقد تشاجر مع أصدقاءه ، أو قام بتهديد معلميه .
☆ فماهي أسباب عنف المراهقة ؟
1. الشعور المتزايد بالإحباط.
2. ضعف الثقة بالنفس.
3. طبيعة مرحلة البلوغ والمراهقة.
4. الاضطرابات الانفعالية والنفسية، وضعف الاستجابة للمعايير الاجتماعية.
5. الرغبة في الاستقلال عن الكبار، والتحرر من السلطة الضاغطة على الطلاب، والتي تحول دون تحقيق رغباتهم.
6. عدم القدرة على مواجهة المشكلات التي يعاني منها المراهق.
7. الرغبة في الحصول على أشياء يصعب قبولها.
8. العجز عن إقامة علاقات اجتماعية سليمة.
9. الشعور بالفشل والحرمان من العطف.
10. عدم قدرة الشاب على التحكم في دوافعه العدوانية.
11 . الأنانية، وتعني حب المراهق لنفسه فقط، والتقليل من شأن الآخرين.
12 . الإدمان على المخدِّرات؛ لأن المدمنَ يعاني من اضطرابات نفسية تدفعه إلى العنف.
13 . ضعف الوازع الديني؛ لأن الدِّين هو الذي يهذِّب سلوك الإنسان ، ويُبعده عن سلوك العنف والانحراف .
وإن تسائلنا من السبب في نشوء المراهق بهذه الشخصية العنيفة ، مع انه لم يتجاوز السابعة عشرة بعد .!
دعونا نعود إلى الأصل ، إلى الأسرة ،فهي المؤسسة الاجتماعية الأولى المسؤولة عن تكوين شخصية الطفل من النواحي العقلية والوجدانية والأخلاقية والجسمانية والاجتماعية والنفسية، وإذا كان لبعض المؤسسات الاجتماعية الأخرى دور في عملية التنشئة الاجتماعية، فإنه دور ثانوي؛ لأنه يأتي في مرحلة زمنية لاحقة على السنوات التكوينية الأولى التي يعيشها الطفل في أحضان أسرته.
ويمكن أن نوجز أسباب سلوك العنف التي ترجع إلى الأسرة فيما يلي :
•التفكك الأسري.
• التدليل الزائد من الوالدين.
• عدم متابعة الأسرة لسلوك الأبناء.
• الضغوط الاقتصادية للأسرة .
نأتي الآن إلى المدرسة وأسباب عنف المراهق في المدارس ، فالمدرسة: هي المؤسسة الاجتماعية الثانية التي تستقبل الطفل، ولها دور في عملية التنشئة الاجتماعية له، ففيها يقضي التلميذ يومه مع صغارٍ، هم زملاؤه، ومع كبارٍ، وهم المدرسون والإداريون والاجتماعيون وغيرهم، ومن هنا نجد أن المدرسة تسهم في العمل على تكامل شخصية الصغير تعليميًّا، وتربويًّا، واجتماعيًّا، ونفسيًّا.
ويمكن أن نوجز أسباب سلوك العنف التي ترجع إلى المدرسة فيما يلي:
أولًا: أسباب ترجع إلى المدرسين، وهي:
(1) غياب القدوة الحسنة للتلاميذ.
(2) عدم الاهتمام بمشكلات التلاميذ.
(3) غياب التوجيه والإرشاد.
(4) ضعف الثقة في المدرسين.
(5) ممارسة اللوم المستمر من قِبَل المدرسين.
•• ولا تنسى أن ، للحي الذي يسكن فيه الإنسان دور مهم في التنشئة الاجتماعية؛ فالحي الذي تتوافر فيه قيم أخلاقية، وخدمات لتغذية هذه القيم، وإشباع حاجات ورغبات الفرد يعتبر حيًّا سويًّا، ويهيئ للفرد جوًّا يكسبه الشعور باحترام النظام والقانون، والبعد عن السلوكيات المنحرفة، ومن بينها السلوك العدواني.
فابحث عن الحي الذي لا يكون بيئة فاسدة لإبنك ، ناهيك عن أصدقاء السّوء ، الذي يؤثرون في شخصية المراهق ويدفعونه نحو الإنحراف والسلوك العنيف .
فيحرصونه على الهروب من المدرسة ، ويدفعونه لأن يترأس عليهم ، إن كان محباً للسيطرة ، فيتراجع مستواه التعليمي ، والثقافي .
إضافة إلى وسائل التواصل ومايتلقاه من الإنترنت ، والألعاب التي يلعب بها وتشجعه على العنف .
☆فماهو الحل مع المراهق العنيف ؟؟
1. التصدي للعوامل المؤدية إلى العنف ومعالجتها بصورة علمية، ويجب أن تتركز الجهود الوقائية على مرحلتي الطفولة والمراهقة ، نظرًا لأن سلوك العنف يتكون غالبيته من مرحلة الطفولة المبكرة.
2. اتخاذ مجموعة من التدابير الهادفة إلى استئصال الشر من النفس البشرية، والتي تؤدي إلى إيقاظ الشعور الديني، والذي يعد الضابط الداخلي لدى كل شاب ، لضبط سلوكه وفق الأنظمة المعمول بها، ويحول دون العدوان والعنف الذي في أساسه اعتداء على حقوق الآخرين.
3. إن للعقيدة الإيمانية أثرها في منع انتشار سلوكيات العنف ، وذلك لأن العقيدة هي أساس بناء الإنسان المسلم ، فالعقيدة الصحيحة هي الأساس الذي بدأ به الإسلام في تربية المسلم على السلوكيات الرشيدة التي تتسم بالرفق والرحمة.
4. التقرب من المراهق وفهم أسباب عنفه مع أصدقاءه ، والتعامل معه بطريقة الحوار البناء ، وعرض المشكلة ونتائجها الوخيمة أمامه ، ولانعالج عنفه بعنفٍ آخر ، كي لا يؤدي إلى انحرافه و هروبه من المنزل .
5. تقوية الروابط بين الشاب وأسرته التي يعيش فيها، ليتعاون الجميع على تحمل المسؤولية في تحقيق الخير وإبعاد الشر عن المجتمع، وإذا تحقق هذا التكافل الأسري ، فإنه سيؤدي إلى انخفاض سلوكيات العنف داخل الأسرة وخارجها .
6. التحدث مع المدرسة وفهم أسباب عنف الشاب ،وإبعاده عن أصدقاء السوء الموجودين معه في الفصل ، والإتفاق مع مرشد المدرسة النفسي ، في التعاون مع الشاب حتى يتخلص من ظاهرة العنف
7. فتح باب الحوار والمناقشة بين الطلاب والمدرسين وإدارة المدرسة، من خلال عقد ندوات ومسابقات داخل المدرسة، وإتاحة الفرصة للطلاب للتعبير عن آرائهم في القضايا المعاصرة، مع مناقشة الآراء الخاطئة بهدوء، مع ذكر الأدلة على خطأ هذه الآراء، حتى يتم إقناع الطلاب بالرأي الصواب.
8. مساعدة الشاب في اختيار أصدقاءه الجيدين ، وإنشاء علاقة أخوية معهم للتعرف على شخصياتهم ، دون إن يشعر المراهق أنه مراقب .
مثلاً إن كان يحب كرة القدم ، ندعوه إلى اللعب في الملعب مع أصدقاءه ، ويكون قبلها مأدبة غداء لهم .