جميعنا نعلم أن المراهقة.. مرحلة حرجة جداً ، وخطيرة ، و ربما لا يحسن الأهل التعامل فيها مع الأبناء، أو لا يُعِيرون هذه المرحلة أيَّ اهتمام ، فينحدر الأبناء نحو الهاوية..!
وللفتيات في هذه المرحلة اعتناءً خاصاً بهن في هذه المرحلة ، كون الفتاة تتسم بالحساسية و سهولة انقيادها للأفكار الغريبة كطريقة منها للتمرد والتعبير عن ذاتها .

•• أولاً : حين سألنا بعض الفتيات عن أكثر مايزعجنّ من أهلهنّ ، قالوا :

• تقول إحداهن – وقد سمت نفسها “المهمومة” وعمرها 17 سنة -: يعاملونني وكأني طفلة صغيرة مع أني الأخت الكبرى.

• فتاة ثانية قالت – وسنها 14 سنة – : أكثر شيء يضايقني أنهم يعاتبونني على أشياء تافهة جدا، ولا يعرفون التعامل معي أبدا وكل شيء “يطقق” .

• حنان ، وسنها 14 سنة تقول: لا يفهمونني، ودائما يرون الأشياء السلبية ، ولا يرون إيجابياتي.

• وتقول إحداهن – لم تذكر اسمها وعمرها 17 سنة -: أكثر شيء يضايقني أنهم يرفضون  أشياء أطلبها منهم دون أسباب أو مسوغات ، ويشكون فيّ دائماً .

•أما لينا _16سنة _ قالت : بماأني الفتاة في البيت فأنا مسؤولة عن كل شيء حتى تلبية طلبات أخي الذي هو أصغر مني بسنة فقط لأنه صبي .!

•قالت لنا سماح _15 سنة _ : ليس لدي مشكلة ، أهلي لايهتمون لأمري وأعيش كما يحلوا لي .!

• تقول إحداهن _17 سنة _ :  من أبعد المستحيلات أن  أفشي أسراري لأمي ، لأن بيني وبينها حواجزَ، وتقول: إن لزم الأمر قلت لأختي ، لأنها تقريبا في المستوى والتفكير نفسه، وتتفهم المواضيع.

☆بعد سرد هذه القصص ، ماهي الطريقة الصحيحة في التعامل مع المراهقات ؟

1. يحتاج المراهق إلى معاملة خاصة من حيث التوجيه والإرشاد والمتابعة، ونذكر على سبيل المثال بعضَ الطرق لكيفية التعامل مع المراهق؛ ومنها: أنه يجب على الوالدين وخصوصا الأم التي تتعامل مع ابنتها المراهقة أن تأخذ بعين الاعتبار أنها تحتاج خلال هذه المرحلة معاملة خاصة من حيث التوجيه والإرشاد، وأن تكوّن علاقة مع ابنتها قوية ، حتى تتقرب منها، وتفهم شخصيتها بهذه المرحلة، من خلال الحوار المستمر معها، والسؤال عن المشاكل التي تواجهها، بعيدا عن الاستهزاء أو النقد للمشكلة التي تطرحها على الأم، بل تحرص على مشاركة ابنتها في إيجاد حل للمشكلة التي تعانيها، من خلال مشاركتها في الأفكار والتعاون معها.

2. أن تكون قريبة من ابنتها خلال هذه المرحلة من خلال تعرف صديقاتها، وأن لا تقلل من أي شخصية أو صفة تتصف بها صديقتها بل تتحاور معها بخصوص هذه الصديقة وتوضيح حسناتها وسيئاتها من خلال الحوار الهادئ وأن يكون للأم دور في متابعة الزيارات الخارجية من خلال مرافقة ابنتها للزيارات الخارجية إذا كان الأمر يستدعي ذلك.

3. عليك أيتها الأم أن تقومي بالتوجيه بعيدا عن إشعارها بعدم الثقة بها، وأن تكوني قريبة من ابنتك حتى لو كان ما تفكر به مستحيلاً ، بل تحاورينها بأسلوب الإقناع، بعيدا عن فرض الرأي المباشر، وجعل البنت تشعر أن لها رأيا في اتخاذ القرارات الخاصة بها مع الشورى.

4. لا تشعر البنت بأنها لا تستطيع أن تعرف مصلحتها، وأنها اندفاعية وغير متزنة، حتى لو لاحظت ذلك ، و لا ترفض أي رأي مباشرة، بل تحاول أن تتفهم المطلوب حتى تقف على المشكلة التي تعانيها البنت.

5. كوني محل ثقة ابنتك، واحتفظي بأي معلومة تخبرك ابنتك بها، حتى لا تفقدي ثقة البنت بك ، إذ إن الثقة بين الأم وابنتها في هذه المرحلة شيء أساسي.

6. شغل وقت المراهقة دون أن تشعرها بذلك ، من خلال الأعمال المفيدة داخل المنزل، وأن تحاول بقدر الإمكان شغل وقت الفراغ لها، ولا مانع من استقبال صديقاتها في البيت إذا كانت الظروف تسمح بذلك.

7.إعطاء أفراد الأسرة الثقة بالبنت المراهقة داخل المنزل من خلال أخذ رأيها واستشارتها في الأمور العائلية التي تهم البنت مع أفراد أسرتها وتحميل البنت المسؤولية داخل المنزل من خلال تكليفها بالقيام في متابعة أفراد الأسرة الذين هم أصغر منها سنا.

8. عدم التجاهل للاضطرابات التي تصاحب هذه المرحلة مثل العناد وحب فرض الرأي على الآخرين وحب لفت الانتباه من حولها من أفراد الأسرة أو القرابة أو الزميلات، والبعد عن الشك في أي تصرفات من قبل البنت من خلال هذه المرحلة وعدم إشعارها بذلك، وأن تكون المراقبة بعيدة وغير واضحة، فقد يسبب لها خلافُ ذلك عدمَ الثقة بنفسها، فيسبب ذلك اضطرابا في شخصيتها وعلاقتها مع الآخرين.

9. ابنتك المراهقة تحتاج في هذه المرحلة إلى : حب، عطف، حماية، ثقة، نصح، توجيه، متابعة، تكليف، علاقة استقرار وحزم مع اللين.

10. انشغال الأم عن الأبناء والطباع الحادة التي تخلو من العاطفة  والتفرقة بين الأبناء أو الغيرة المرضية بين الأم وابنتها، والعنف مع الأبناء، أو كثرة الخلافات الزوجية أمامهم ، كل ذلك يحول دون تكوين علاقة صداقة وحب وتفاهم بين الأم وابنتها.

11 . يجب أن يكون هناك تقارب بين الأهل وابنتهم ، وتبادل  للرأي والمشورة ، فتقدم الأم لابنتها الخبرات التي تعدها أماً للمستقبل .

12 . إعطاء الفتيات قواعد واضحة: ينبغى أن تكون هناك قواعد محددة يضعها الآباء لكي  يلتزم بها الأبناء بصفة مطلقة، ولابد من الإصرار عليها، ولكن في نفس الوقت على الآباء احترام آراء أبنائهم، على أن تتوفر لديهم الرغبة في مناقشة قراراتهم معهم، ولا يأتي ذلك إلا بالتزام الأبناء، واحترام هذه العادات المطلقة.

13 . عدم المغالاة في ردود الافعال: لابد من الصبر، والصبر هو قبول الآباء لمشاعر أبنائهم  كما يعني الاستماع إليهم بالقلب إلى جانب الأذن، وأن تفتح الباب لآرائهم. وغالبا ما ينتاب الآباءَ القلقُ على بناتهم ، فلذلك يلجؤون إلى العقاب عند الخروج عن القواعد المرسومة لهم، والعقاب مطلوب، لكنه لا يعطى المراهق الفرصة للسيطرة على تصرفاته.

14 .  التدقيق في الأمور الهامة فقط: ويعنى ذلك إهمال الأمور الصغيرة مثل  (الملابس والموضة مع الالتزام بالحدود المسموح بها والمحشومة ) ، لأنه إذا دقق الآباء في كل الأمور سيولد ذلك شعورا بالتمرد عند الفتيات .

التعليقات