لأن المراهقة من أخطر الفترات التي يمر بها الإنسان أثناء نموه ، هي فترةٌ حرجةٌ تتطلب الكثير من الرعاية والاهتمام .
ففيها ينتقل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرجولة والرشد الذي تبنى فيه شخصيته .
وتختلف المراهقة التي يمر بها الأطفال عند نموهم ، حسب شخصيتهم و البيئة المحيطة بهم ، والأسرة التي نشؤوا منها ، فقد تكون مرحلة توترٍ وقلقٍ واضطرابٍ، بينما يجدها آخرون مرحلةً زمنيةً عاديةً، يمكن اجتيازها بمزيدٍ من الحرص والحذر .
ويختلف المدى الزمني في بدء المراهقة وانتهائها من شخص لآخر، كما تختلف مظاهرها تبعاً للشخص أو البيئة المحيطة به.
وعلى الأهل أن يعرفوا ، أن المراهقة هي مرحلة الاقتراب من النضج وليس النضج نفسه ، فلا يغرّنك طول إبنكَ وعرضه ، فهو مازال طفلاً ويحتاج إلى عناية والديه وحنانهم .
و يواجه المراهق في فترة المراهقة أصعب فترةٍ زمنيةٍ تعترضه، يرى نفسه أصبح رجلاً فيزيد غروره بنفسه ، فإذا أحسن الوالدان التعامل مع الأبناء في هذه المرحلة، فهم بذلك كوّنوا الشخصية المستقلّة الخالية من الأمراض النفسية لإبنهم ، وإن تعامل الوالدان مع المرحلة بجهلٍ ، كوّنت فيما بعد مراهقاً يتصف بالعدوانية والعناد، وعدم التصالح مع الذات .

فكيف تتعامل مع المراهق العنيد ؟

1. تفهُّم احتياجات المراهق ، والوقوف إلى جانبه، وليس ضده فيما يصدر عنه من تصرُّفاتٍ قد تبدو غريبة لغيره.

2. استخدام الحزم في التعامل، وليس القسوة ، فقوانين البيت يجب الإلتزام بها ، والخطوط الحمراء لا يجب أن يتعداها ، ولكن هذا يكون بالحزم واللين وليس بالقسوة والعنف

3. الحوار بين الوالدين والمراهق العنيد، كي لا تُشعرهُ بعدم تقدير ذاته، وإهانتهِ والاستخفاف بقدراتهِ العقلية ، فهو بحاجة لأن يعرف لماذا ننهاه عن أمر ونأمره بأمر آخر .

4. البعد عن مناقشة المراهق وقت الغضب ، فالانفعالات الشديدة تجعل الإنسان يفقد القدرة على إصدار الأحكام المناسبة، أو التفكير بحياديةٍ واتزانٍ، وتجعله غير قابل لاستقبال النصائح من الآخرين.

5. إبنك المراهق هو صديقك أيضاً والإنصات إليه، هذا من واجباتك كأب او كأم ، لبيان أهميته لدى الوالدين وأنَّ شؤونه واهتماماته هي في المقام الأول لديهم، وأنَّ هدفهم سعادته وراحته.

6. منح المراهق شيئاً من الخصوصية في هذه المرحلة، وإشعاره بالاستقلالية؛ من خلال إعطائه مصروفه بشكلٍ أسبوعي أو شهري، أو الاعتماد عليه في بعض الأعمال؛ كتكليفه بشراء حاجات ومتطلّبات البيت.

7 . إشغال وقت الفراغ لدى المراهق ، وتنظيم وقت الفراغ لإشباع لإستغلال طاقاتهِ وهكذا يُصبح وقت فراغه وسيلةً للتقدُّم بدلاً من أن يكون الفراغ مشكلة يعاني منها المراهق.

التعليقات