

الإسلام سمّى مرحلة الشباب ، مرحلة البلوغ والتكليف ، ولايوجد في الإسلام مرحلة اسمها المراهقة ، لكن هذه التسمية أتت من المجتمعات الأخرى ، لكن الإسلام وضح طريقة المعاملة الصحيحة مع الطفل الذي بدأ مرحلة البلوغ والنضج .
☆ أولاً ، ماهو البلوغ ؟
• هو مرحلة من مراحل حياة الانسان.
يقول جل وعلا 🙁 يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ )( الحج 5 ) .
فأبلغ تعبير عن مرحلة (البلوغ ) هو التعبير القرآنى ( بَلَغَ أَشُدَّهُ ). أى يتحول الطفل الضعيف الى إنسان قوي ، وتحدث تغييرات فسيولوجية ونفسية وعقلية يتفتح فيها العقل والاحساس بالتوازي مع نمو الجسد وعضلاته ووظائفه الجنسية .
☆ ثانياً ، هل البالغ مكلّف ؟
• أصبح الإنسان حين يدخل مرحلة ( بلغَ أشدّه ) مؤهلاً لتحمل تكاليف الحياة و تكاليف الدين من عبادات وأخلاقيات ، ويكون مسئولا عن أعماله أمام القانون البشرى فى الدنيا وفى يوم الحساب أمام الله جل وعلا يوم القيامة . يقول جل وعلا عن يوسف عليه السلام بعد ان قصّ ملامح من طفولته : ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ )( يوسف 22 ).
ثالثاً ، ماهي التشريعات الخاصة بمرحلة البلوغ ؟
1. آداب الاستئذان فى البيوت : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاء ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) .
2. ارتباط البلوغ فى الانسان بمسئوليته أو بالتكليف وتأهله لتطبيق القانون والتشريعات الالهية عليه . كما يتضح أن ملامح البلوغ هى الوصول لما يعرف بمرحلة المراهقة ، أى ببلوغ الأشد أى بلوغ الحلم والقدرة على النكاح أو الصلاحية للزواج : (وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ ) (وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ ) (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ ) ..
3. توجيه الشباب إلى الحلال والحرام أمرٌ لازم ، و ينبغي أن يتم بصورة مقبولة ومفهومة لدى الشباب ، كما أن للأصدقاء أثرًا كبيرًا عليهم ، فقد حذر رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم من أثر قرناء السوء، الذي قَالَ: ((إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ، وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً)).
4. البالغ الراشد هو مكلف بالصلاة والصوم والحجاب بالنسبة للفتاة ، وغض البصر والكلمة الطيبة التي تأتي بالحسنات الكثير ، والبعد عن كل ماهو محرم في الإسلام ، واتباع أوامر الله عز وجل جميعها .