

يقولُ تقرير التّنمية الإنسانيّة العربية لعام 2016 الصادرِ عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي:”إنّ جيل الشّبابِ الحالي في الدّول العربيةِ يمثلُ أكبرَ كتلةٍ شبابية تشْهدها المنطقة على مدى السنوات الخمسين الماضية” ويدعو التّقريرُ إلى الاستثمارِ في الشّباب كشرطٍ أساسي للتنمية، فهُمْ عمادُ الأمم وقِوامُها وقُوّتُها ومُستقبلها ، صَلاحُهم صلاحُ المجتمع ، وفسادُهمْ دمارٌ للمستقبلِ والبُلدانِ.
وثمّة فرقٌ كبيرٌ بين أنْ تَعيشَ مع أولادك في بيئةٍ من التفاهم والألفة والمحبّة، فيكونوا مثلَ أصحابك ، أوقريبا من ذلك ، يشاركونك ما لديهم من الآمال والآلام والتطلعات في جوّ من الحبّ والتعاطف والتّسامح، وبين أن يكونوا ممن ينتظرون فرصة خروجك من البيت ، ويتمنّون غيابك في العمل لساعاتٍ متأخّرة ، ويقتنصون فرصة عدم وجودك معهم حتى يأخذوا نَفَس الحرية وكسر الروتين والخروج عن المألوف.
فهل تسائلت يوماً ،مافحوى الرسائل التي أوصلها لأبنائي ، لماذا لاأكسب ودهم ؟ ولماذا يقرأون رسائلي على أنها رسائل غير مرغوب بها ؟☆كيف توصل الرسائل الإيجابية للمراهقين ؟
1. حاولْ أنْ تجعلَ البيت واحة سلامٍ ووئام.. يُحترم فيه الكبير، ويُشجّع فيه الصغير، ويُوجّه فيه المخطئ بلطفٍ ويُسرٍ.. وهدوءٍ ورحمة، وبعيدا عن الضجر والصخب.. والبذاءة ورفع الصوت.. حتى يحسّ الأولاد ببهجة الحياة وحلاوتها، وتحسّها أنت أولاً فالصّحةُ النفسيّة بالنسبة للأولاد أهمّ في كثيرٍ من الأوقات من الطعام.
2. كنْ بين الحَزْم والعزْم.. والرّحمة والشّدَةِ.. واعلمْ أن هناك أموراً تُعالج بـ”التّغاضي” و”التّجاهل” واستخدام أسلوب الاقتراح بدلاً عن الأمر والنهي الدائم.
3 . عبّر عن حبّك الدائم لأولادك بتحضينهم، والسؤال عنهم، وكتابة رسائل لهم ووضعها في خزائن كتبهم، أو إرسالها لهم عبر الواتساب، ومناداتهم بأحسن الألقاب، وغيرها من أشكال التواصل النابع عن الحب الأبوي الخالص.
4 . تعزيز الثقة فيهم وتدريبهم على الأخلاق الحسنة والمعاني الجميلة من المروءة والرجولة، والهمّة والشّجاعة، والصّبر والحِكمة، والتفاؤل والإتقان.
5 مشاركتهم في قرارات البيت، والاستماع إلى آرائهم والثناء عليهم عند القيام بأعمال جميلة، وتوكيلهم الأمور التي يمكنهم القيام بها في تلبية حوائج البيت.
6. إقامة الجلسات الحوارية بين الوالدين والأبناء والبنات، للتسلية، والتشاور، ومحاسبة النفس، والدراسة، والتفكير، والأمور المالية وغيرها.
7. عدم تهديدهم أبداً، أو التقليل من شأنهم ولو أخطأوا، وتعليمهم آلية الاستفادة من الخطأ حتى لايتكرر منهم الخطأ، وضبط النفس والتحكم في الشعور عند تكرار الخطأ.
8 . العناية بتحصينهم بالعقيدة الصحيحة، وتعليمهم أركان الإيمان وفرائض الإسلام، ومايجب معرفته من الدين بالضرورة على كل مسلم.
9 . تربيتهم على التعبير عن مشاعرهم بوضوح وتعويدهم على العدل والإنصاف واحترام الكبير واستماع الرأي .
10. تعليمهم احترام والدتهم بشكل خاص، وتعزيز التواصل بينهم وبين أعمامهم وأخوالهم وأقاربهم بشكل عام.
11 . احترام ميولهم في الدراسة وعدم فرض الرأي عليهم، فمثلا عندك ولد يميل إلى دراسة الهندسة فلاتحاول أن يدرس الصيدلة ليكون نسخة مكررة عنك.
12 . تعويدهم على العفاف والستر والحياء، وتنبيههم إلى الفوارق التي تطرأ عليهم في مختلف مراحل حياتهم، فإنهم إن لم يتعلموا منك سيحتاجون أن يتعلموه من غيرك.
13 . إعطاؤهم الوقت الكافي للحديث إليهم أو الاستماع منهم، ومشاركة القصص والتجارب المناسبة معهم.
14. البدء بإصلاح النفس، فإن الأولاد يقتدون بوالدهم في كل شيء، وعيونهم معقودة على الوالد فالحسن عندهم ما استحسنه أبوهم والقبيح عندهم ما استقبحه أبوهم .
15. امنحهم الخيار الذي يناسبهم في اللبس واللعب، فأنت بذلك تنمي فيهم ملكة اتخاذ القرار، ما دام لا يخالف الشرع والذوق العام.
16. العب معهم كرة القدم أو لعبة أخرى، تسابقْ معهم في الرياضة والجَرْي.. امرحْ معهم.. لاطِفْهم.. علّمْهمْ.. اصبرْ عَليهمْ.. ادعُ الله لهم بالصلاح والهدايةِ.
17. افتخر بإنجازاتهم وإبداعاتهم وقلْ لهم.. أنا فخورٌ وسعيد بكم، وخصّصْ لوحة في البيت لتعلق عليها إبداعاتهم.
18. لا ينحصر دورك فقط في توفير حوائج البيت، وتلبية الطلبات فتكون مصرفا أوبنكا، بل حاسبهم وعلّمهم قيمة المال الحلال والكسب المشروع.
19. انتبه إلى زملائهم وأصحابهم.. فالصاحب ساحب كما يقول المثل.
20. تجنب المقارنة بين أولادك وغيرهم من زملائهم.. أو السخرية منهم بشكل من الأشكال.. أو محاولة معرفة كل تفاصيل حياتهم الخاصة.. أو التعميم في الأحكام.. كأن تقول عن حدوث الخطأ: أنت دائماً كذا.
♡ استودع أمانتك عند الله ، فهو خير من لاتضيع عنده الودائع ، وهو الحافظ الأمين .