

من المؤسف أن عدداً كبيراً من الأمهات لا يهتممن بإسداء النصح والإرشاد إلى بناتهن وقد يمتد ذلك إلى المراحل الحرجة من أعمارهن.. إما حياءً أو تقصيراً أو إهمالاً.. ولا يدركن أنهن بذلك يمكن أن يحكمن على بناتهن بالشقاء أو العقد النفسية وغيرها مدى الحياة فيكن سبباً في تعاستهن.
فمن المفترض على الوالدين أن يولوا أبناءهم الكثير من الاهتمام خاصة في المراحل الحساسة من أعمارهم، وعلى الأم أن تصادق ابنتها في سن المراهقة الحرجة، وأن ترفع الكلفة معها في حدود الاحترام الواجب، وأن تقوم بدورها لتبصيرها دون خدش لحيائها، وتعلمها كيفية الحفاظ على نفسها وتزرع فيها الثقة بنفسها، وتجعلها تدرك أنها هي وحدها المسئولة عن صيانة نفسها، والحفاظ على شرفها وعفافها.
☆ كيف تتقربين من ابنتكِ وتفهمينها وتفهمك ؟
1• عندما تصل الفتاة إلى سن الفهم والإدراك تحتاج الأم إلى أن تعّرف لها هويتها الجنسية ، وأنها أنثى، وأنها لا بد أن تحافظ على هذه الهوية، وذلك بأن لا تعبث بأعضائها التناسلية ولا تسمح للآخرين من العبث بها. فمعظم المشاكل التي تحدث في هذا المضمار تكون نتيجة الجهل وقلة الرقابة وسوء التربية.
2• يجب على الأم تهيئة ابنتها لمواجهة مظاهر النمو الفسيولوجي الطبيعي لجسمها وذلك بأن تشرح لها – حسب سنها – مظاهر التغير والبلوغ الذي سيطرأ عليها حتى لا تشعر بالحرج أو الارتباك أو القلق عندما تواجه هذه المظاهر.
3• من المهم أن نعرف أن قضية الثقافة الجنسية ليست مسؤولية الأم فقط لأنها قد تكون غير مؤهلة لذلك، ولكن المسؤولية تقع على الأسرة بأكملها ويمكن أن يقوم بذلك الأخت الكبرى الواعية، أو الخالة أو العمة أو من يوثق بهم وبخبرتهم وبعقليتهم التربوية من الأقارب أو الأصدقاء.
4• التعامل مع تساؤلات ابنتكِ بشكل جدي وعدم التهاون بها وأخذها بعين الاعتبار، فمن الملحوظ أن الكثير من الأمهات تتبع سياسة القمع إذا ما سألتها ابنتها أي سؤال محرج أو أي سؤال لا تستطيع الرد عليه. فلا تحصل الفتاة على الجواب المناسب. والطامة الكبرى أنها لا تسمع سوى عبارات معينة “هذا عيب” “هذا خطأ” “لا تسألي عن هذا الموضوع مرة أخرى” وتتوالى عليها عبارات التعنيف والتوبيخ، فتضطر الفتاة إلى البحث عن الإجابة من مصادر أخرى، فتقع فيما لا يحمد عُقباه.
5• أن يكون لدى الأم الوعي والمعرفة الكافية بالمعلومات والثقافة الجنسية الصحيحة التي يجب أن تنقل لإبنتها دون إفراط أو تفريط.
6• إتباع سياسة الإجابة بطريقة بسيطة مع تأجيل التفاصيل لوقت آخر حتى تصل لسن معينة، ويمكن أن تتبع الأم سياسة قص القصص الهادفة لكي ترسخ لدى ابنتها المبادئ المطلوبة والتوجهات البناءة حتى لا تعرضها لمصيدة الاستكشاف الممقوتة، فتكتسب معلوماتها من الشارع، أو من زميلا ت المدرسة، أو الإعلام، أو غيرها.
7•لا تعتمدي أبداً على أن ابنتكِ تعرف جيداً بأنها من عائلة محافظة وملتزمة، وان هذا الالتزام يمنعها من الحديث في أي موضوع يتعلق بالأمور الجنسية، لأنها قضية حساسة جداً، بل ولّيها اهتمامكِ وحاولي أن تكسبيها الخبرة الصالحة التي تؤهلها لحسن التكيف مع أي مواقف جنسية قد تتعرض لها في مستقبلها وحاضرها اعتماداً على ما علمتيه لها، وعليها أن تتعامل مع هذا الموضوع بما يتلاءم مع العادات والتقاليد والحلال والحرام.
8 • حاولي ربط الأمور الدينية بالسلوكيات الجنسية من ناحية الطهارة والوضوء ومن ناحية الستر والحلال والحرام، بكلمات بسيطة.
9• شاهدي معها التلفاز ، تابعوا الفلم سوياً ، دون أن تشعر بمراقبتك ، فقد تتأثر بأي مشاهد مخلة وهي لوحدها .
♡ نصيحة لكِ عزيزتي الأم :
• من المهم أن تحسن كل أم التعامل مع بناتها بشكل صحيح منذ صغرها، وأن تحاول تعزيز قوة شخصيتها بحيث تستطيع أن تمتنع عن أي تصرفات غير مشروعة لا ترضاها وألا تكون سهلة الإنقياد للآخرين.