مرحلة المراهقة ، هي تلك المرحلة الأخطر في حياة كل إنسان بإجماع الخبراء المتخصصين في هذا المجال، والتي يَغفُل عنها الكثير من الناس، الذين قد يكون لهم أبناء يمرون بمرحلة مراهقة، أجمع المتخصصون على أن عدم الاهتمام بالطفل أثناء مرحلة مراهقته قد يكون سببًا قويًّا في حدوث خلل في شخصية هذا الطفل، وربما انحرافه سلوكيًّا وأخلاقيًّا؛ نتيجة غياب الوعي الأسري بمدى خطورة المرحلة، ولعل الجهل والخجل هما أهم أسباب عدم انتباه الأهل إلى هذه المرحلة، فإما أن يكون عدم الاهتمام ناجمًا عن جهل الوالدين بهذه المرحلة، أو بالكيفية التي يجب أن يتعاملا بها مع طفلهما، والسبب الثاني لا يقل أهمية عن الأول، وربما يكون أخطر منه أثرًا، وهو خجل الوالدين من الطفل المراهق، وعدم وجود جرأة للحديث معه فيما يخص هذه المرحلة، بالرغم من معرفتهما بها.

☆ فماهو الحل في طريقة الاهتمام بالمراهقين ؟

1 .. يجب أن يجد الطفل طريقةَ تَعَامُلٍ غيرَ التي اعتاد عليها، تتماشى مع التغيرات التي طرأت عليه، وأن يمده أهلُه بالمعلومات التي تساعده على فهم هذه المرحلة، وكيفية التكيف معها، مؤكدًا على أن الطفل أثناء مرحلة المراهقة يشعر كأنه أصبح ناضجًا، وأنه يجب أن يتخذ كل قراراته وحده دون تدخُّل أحد، أو دون طلب المساعدة من أفراد أسرته، وهو الأمر الذي قد يكون له عواقب وخيمة ، نتيجة تخبُّط الطفل، وعدم إدراكه بصورة واضحة للواقع، وللمرحلة التي يمر بها.

2.. توجيه الطفل، الذي قد يصل بفكره المحدود إلى ما يضره، أو يتعامل مع أصدقاء غير سويِّين يرشدونه إلى فعل السوء، ومن ثم يجب على الوالدين أو الأسرة أن يكونا يقظَيْنِ جدًّا لكل تصرفات طفلهما الذي يمر بهذه المرحلة، وأن يكون لهما جزء كبير في تكوين فكره، واختيار أصدقائه بشكل سليم؛ حتى يتفادى أي ضرر قد يقع فيه إذا تركوه يتصرف وحده، من منطلق أنه أصبح ناضجًا قادرًا على الاستغناء عمَّن حوله من أفراد أسرته.

3.. لحل مشكلة العزلة عند المراهق ( نتيجة الخجل النابع من شعوره بأن هناك تغيرات جسدية ونفسية طرأت عليه ، في محاولة منه لإخفاء ذلك) هو أن يشعر الطفل أن أسرته قريبة منه بشكل مستمر ، وذلك عن طريق حرص الأبوين على أن يكونا أصدقاء لأبنائهما في هذه المرحلة، يُشْعِرَانِهِمْ بالثقة، وأنهما يتفهمان هذه التغيرات التي تطرأ عليه، وأن تكون هناك مراقبة بشكل مستمر لجميع تصرفاته دون أن يشعر بأنه مراقَب.

4.. التعامل مع الطفل في مرحلة المراهقة عبارة عن فن وعلم، يجب أن يكتسبه الوالدان ويحرصا على تعلمه من أجل مساعدة أبنائهم على اجتياز هذه المرحلة بنجاح، فيجب أن يبتعدوا عن انتقاد أبنائهم بشكل مستمر، وأن يكون هذا الانتقاد في حدود ضيقة، وأن يكون ذلك بين الطفل وأحد والديه، وليس أمام الآخرين.

5.. الخطأ الأكبر في التربية ، هو عدم الاستماع له بشكل جيد أثناء حديثه، وعدم الاهتمام بما يقول، وهو الأمر الذي قد يكون له نتائجه العكسية الكبيرة على الطفل، فضلاً عن عدم مقاطعة الطفل أثناء الكلام، وتركه حتى ينتهي من حديثه، أو يوضح فكرته ورأيه بشكل كامل؛ لأن ذلك يساعده في تكوين آرائه وأفكاره بشكل سليم.

6.. التشجيع المستمر له على كل فعل حسن يقوم به الطفل،و التشجيع لا يكون بالقول فقط، وإنما يكون بالفعل، أو الحركة، أو أي شيء يدل على رضا الوالد أو الوالدة، بما فعله ابنهما، ويجعل الطفلَ يشعر بالسعادة، والاطمئنان، والثقة تجاه نفسه وتجاه من حوله، هذا إلى جانب استبدال جميع المصطلحات التي يوجد بها نوع من السلبية، واستخدام مصطلحات إيجابية بدلاً منها.

7.. من الضروري أن يجد الطفل المراهق في والديه الصداقة التي يبحث عنها، ومن ثم يجب على والديه أن يكونا حريصَيْنِ دائمًا على الاهتمام بمظهره، والاهتمام بأصدقائه، ومساعدته في الوصول إلى أصدقاء يتمتعون بأخلاق حسنة، والتقرب إليهم، وإظهار احترامهم أمام ولدهم بشكل كبير، مع ترك مساحة له في حرية تكوين الأصدقاء، والحرية في اختيارهم .

8.. لا بد أن يشعر دائمًا أن أسرته تحترمه، وهو الأمر المنوط بالوالدين؛ حيث يجب أن يُظْهِرا احترامه بشكل كبير أمام أفراد الأسرة، هذا إلى جانب الحرص الدائم على التواصل معه طوال الوقت، وأن يبتعدا عن القيام بأي فعل قد يؤثر في سلوكه، وأن يكونا دائمًا نموذجًا ناجحًا يسعى إلى الاقتداء به في حياته .

التعليقات