تحيط بالطالبة في المرحلة الثانوية العديد من المؤثرات التي تؤثر في تنمية الروح الإجتماعية  لديها، وتكسبها القدرة على التكيف مع القيم والعادات والتقاليد والنظم السائدة في المجتمع، وتقوّي عندها التعاون والتفاعل والمشاركة في محيطها، كما تنمي لديها بعض المهارات المهمة مثل تقدير العمل واحترام الوقت ومساعدة الآخرين .
وتعتبر الأسرة بجميع أفرادها المحضن الأساس الذي يقوم بتنشئة المراهقة وتربيتها، وخاصة في مراحل حياتها المبكرة، لأنها البيئة الأولى التي ترعاها وتساعدها على اكتساب عواطفها وميولها وخبراتها وقدراتها عن طريق المواقف التي تعيشها، فإذا توفرت في هذه الأسرة عوامل الصحة والسلامة الدينية والنفسية والإجتماعية أدى ذلك إلى تنشئة المراهقة تنشئة سوية وظهر على سلوكها الصلاح والاستقامة، لأن جو الأسرة إذا كان مستقراً هادئاً يسوده الحب والمودة والتفاهم شعرت الفتاة فيه بالاطمئنان والثقة بالنفس.
وتؤثر الحاجات النفسية في سلوك المراهقة تأثيراً كبيراً .

☆ ماهي أهم الحاجات النفسية للمراهقة ؟

1.. حاجة الدين وعبادة الله أمر فطري ثابت، وهو ما تحسه في حالة الشعور بالافتقار لله والحاجة إليه لجلب الخير ودفع الضر، أو شعورها بالذنب أو الشدة والخطر والعجز، وحين تتوجه إلى الله لفك كربتها .  كما أن العبادات بأنواعها تعد من مصادر الإشباع الأساسية للحاجات النفسية عند المراهقات .

2.. حاجتها إلى القدوة الصالحة التي تحاكيها وتسير على نهجها وتساعدها على الالتزام بأخلاق الإسلام ومبادئه وقيمه، فمن الأمور المغروزة عند الإنسان رغبته في الاقتداء والمحاكاة بمن يعجب به ويحبه في كثير من عاداته وسلوكه وطريقته، وهذا لا يقتصر على تقليد السلوك الحسن بل يتعداه إلى أي سلوك منحرف مثير للإعجاب، وهذا يؤكد خطورة خلو مجتمع المراهقة من القدوات الصالحة.

3.. حاجة المراهقة إلى فهم نفسها، وما تملكه من مهارات واستعدادات وميول عقلية واجتماعية، ثم الحاجة إلى تنمية هذه المهارات والميول واستثمارها في أوقات الفراغ، ،وإلى الشعور بقيمة ذاتها، وهذا يساعدها على الشعور بأهميتها وقيمتها في المجتمع، حتى لا ينتابها الشعور بالنقص واحتقار الذات الذي يعد من أكبر عوامل هدم الشخصية.

4.. حاجتها لفهمها للوظيفة المطلوبة منها، وقبولها لوظيفتها كامرأة لها شأنها ومسؤوليتها في المجتمع وزوجة وأم صالحة في المستقبل ، وحاجتها إلى إعداد نفسها لهذه الوظائف الاجتماعية المناسبة التي تنتظرها.

5.. الحاجة إلى الأمن والاطمئنان حاجة مهمة للإنسان عموما، والمراهقة في هذه المرحلة يزيد احتياجها إلى الأمن والاستقرار بسبب مرورها بالفترة الانتقالية في حياتها، بما فيها من تحولات عقلية ونفسية وانفعالية واجتماعية، فقد يعتريها الخوف والفزع في كثير من الأحيان، وتحتار في أمرها وفي صحة ما تتعامل به مع ربها ونفسها ومع من حولها، ومن مخاوفها التي تزداد فيها حاجتها للأمن، مثل الخوف من تحمل المسؤولية والنجاح أو الفشل في ذلك، أو الخوف من التحولات الجسدية والشكلية والفسيولوجية الطارئة على حجمها وهيئتها، أو الخوف من المواقف الاجتماعية ومواقف المواجهة والحوار بسبب قلة تجربتها وضعف خبرتها، وكذلك الخوف من المتغيرات العاطفية والانفعالية وتغير مشاعرها، ونظرة من حولها لها، وخاصة انفعالاتها التي تدور حول الجنس الآخر والتفكير في الزواج، والدوران بين القبول والرفض لمثيرات الغريزة الجنسية والعاطفية .

6.. حاجتها إلى الترويح والاستجمام، وإدخال السرور على النفس، والتنفيس عنها، فالمواظبة على الحزم والجد في كل الأحوال أمر شاق على نفس المراهقة ، ويورثها الملل والضيق، لأن النفس مجبولة على المراوحة بين الأشياء ، فالمراهق يشعر فوراً بالملل ويحتاج إلى التجديد .

التعليقات