

الصدمة وآثارها :
تحدث الصدمة عندما تؤدي تجربة ما إلى انهيار قدرتكم على مواجهة الأمور والتعامل معها. واضطراب الضغط النفسي الناتج عن الصدمة هو القلق أو الاضطراب النفسي الذي يلي تلك الصدمة, لا سيما إذا كانت تلك الأحداث خارجة عن النطاق الطبيعي لما تختبرونه عادة في حياتكم, وذلك لأن تلك التجارب معاكسة تماماً لما تتوقعونه من الحياة. إن الأحداث المسببة للصدمات والتي تؤدي في أكثرية الحالات إلى ظهور هذا الاضطراب هي الاغتصاب والاعتداء الجنسي أو الجسدي والقتال في ساحة المعركة
والإهمال في الطفولة, إضافة إلى التواجد في حريق أو فيضان أو أي كارثة طبيعية أخرى, أو التعرض لحادث كبير . وتشمل تأثيرات هذا الاضطراب على الكوابيس والذكريات المزعجة والعودة بالذاكرة على نحو لا إرادي إلى مواقف أو أحداث حصلت في الماضي والانعزال العاطفي واللوم في تعاطي الكحول أو المخدرات والاضطرابات التنفسية والتشجنج العضلي والألم والصداع .
يحدث الألم العضلي لأن الصدمة تجعلكم تنقبضون أو تنسحبون إلى الداخل من أجل خلق حماية جسدية معينة. لكن الانقباض يعيق جريان الدم والأوكسجين ووصولهما إلى العضلات ما يسبب ألماً حاداً . “تحتفظ” العضلات بذكرى الصدمة وإذا تبعت هذه الصدمة صدمة أخرى ولو بعد سنوات فإنها ستحفظ بالطريقة نفسها وفي الجزء نفسه من الجسم , حيث إن هذا الجزء قد أصبح أضعف من غيره بسبب الصدمة إلى فرط إفراز الأدرينالين في الجسم ما يؤدي بدوره إلى إرهاق الغدتين الكظريتين والاكتئاب وعدم القدرة على التواصل والانطواء وحتى إلى التفكير بالانتحار .
يحتاج الشفاء من اضطراب الضغط النفسي الناتج عن الصدمة إلى طريقة علاج ثلاثية تقضي بما يلي : إرساء إحساس بالأمان والسلامة في حياتكم اليومية إطلاق التوتر المكبوت وما يستتبعه من اضطراب في الجسم, وربط الأجزاء المشتتة في ذهنكم لفهم الموضوع بشكل أفضل. نظراً إلى كون التجربة المسببة للصدمة خارج إطار تجاربكم العادية فإن عملية الشفاء تكون أيضاً فرصة لتغيير رؤيتكم للواقع ولإيجاد معنى أعمق وهدف للحياة.