♡ في رحاب سنة نبينا – صلى الله عليه وسلم – الغراء حادثة تجلّي ما ينبغي أن يُعامَل به المراهق، ويُعدَّلَ به شَطْحُ تصوره وسلوكه بأرفق طريق وأقومه؛ فقد روى أبو أمامة – رضي الله عنه -: ” أنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ؛ فَزَجَرُوهُ، وَقَالُوا: مَهْ! مَهْ! فَقَالَ النبي – صلى الله عليه وسلم -: ” ادْنُهْ “، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا، قَالَ: فَجَلَسَ، فقَالَ: ” أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟ ” قَالَ: لَا وَاللهِ! جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: ” وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ “، قَالَ: ” أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟ ” قَالَ: لَا وَاللهِ، يَا رَسُولَ اللهِ، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: ” وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ “، قَالَ: ” أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟ ” قَالَ: لَا وَاللهِ، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: ” وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ “، قَالَ: ” أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟ ” قَالَ: لَا وَاللهِ، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: ” وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ “، قَالَ: ” أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟ ” قَالَ: لَا وَاللهِ، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: ” وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ “، قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: ” اللهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ، وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ “، قَالَ: فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ ” رواه أحمد وصححه الألباني.

الله أكبر! هكذا عالج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – معضلةً يتطامن عنها أكثر مشاكل المراهقة التي يئنّ المربون من حمأة وطأتها، ويحتارون في استصلاحها؛ مجاهرة في رغبة مقارفة الفاحشة أمام الملأ! بل واستئذان لها! مما جعل أصحابَ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا يطيقون سماع ذلك؛ فابتدروا الشاب بقوارع الإنكار، والأمرِ بالكف عن الاسترسال في طلبه المشين. فكيف كان موقف أعظم مربٍّ – بأبي هو وأمي – صلى الله عليه وسلم؟!

♡ لم يحمل تفهّمُ النبي – صلى الله عليه وسلم – لنزوة الفتى على قبولها أو تسويغ العذر لها، كلا، وإنما سلك أسلوباً حكيماً في اجتثاث جذور الانحراف من قلب ذلك الفتى ، مما يجعل ذلك الأسلوبَ مفزعاً للمربين في تقويم سلوك من يربونهم من المراهقين.

التعليقات