#قصة_من_بيتنا

– 212 VIP Very emportent person !
_ ماهذا ؟؟!
_اسم العطر الذي أحب .
_وأنا سأخبر البائع بهذه الجملة الطّويلة التي ماهي إلا اسم عطر ؟!!
_نعم .. يكفي أن تقول 212 VIP

من هنا أدركتُ أنِّي وقعت في شِباك مُحتالةٍ مُشاكسة ، وإنني هالكٌ لا محالة .

صباح اليوم التالي ، ذهبتُ إلى السوق لأبتاعَ العطر ، وقد كان عطراً أخاذاً بقدر اسمهِ العريض .
إنها حقاً صاحبة ذوقٍ رفيع .!

أحسستُ أنّي سأكادُ أُفرغ زجاجة العطر الغالية في طريقي لمقابلة رئتي الثّالثة لتتنفّس عطري الجديد .!
حاولتُ أن أتصل بها ولكن هاتفها كان مغلقاً ، فقررتُ أن أُفاجئها في الجامعة .

حينَ وصلت الجامعة ، بحثتُ عن مُشاكستي الصّغيرة وليتني فقئتُ عينيَّ قبل أن تُناظر في الأمكنة هنا وهناك .
سمعتُ صوت رنينِ ضحكتها الذي يدقّ طبولاً في قلبي وأميّزه بين آلاف الضَحِكات .
التفتُّ نحوها فإذا بها مُمسكةٌ يديّ صديقها الجديد وهيَ تتدلّع كغانيةٍ وضيعة .
عينايَ ألفُ عين ، أفقئها عيناً تلو الأخرى كي أصدّق ماأراه .
تسمّرت في مكاني ، اختبئتُ خلفَ جذع شجرةٍ مكسور ، واحترتُ ماذا أفعل ؟!
رجولتي المطعونة تأمرني بأن أتقدّم نحوهما بثقةٍ مسعورة ، وأوسعُ ذاكَ اللئيمِ ضرباً وأصفعُ تلكَ الخائنة لتستيقظَ من عنجهيّةِ غرورها .
ولكن ماذا سأجني ؟ سوى الفضيحة وتكالب جمعيات حقوق المرأة ضدي .
ففي أي قصة حبٍّ فاشلة ، الرّجل حتّى إن كان الضحية فهو الخائن ، المحتال ، الذي لم يصن الأنوثة .!

شردتُ قليلاً ، وقررتُ ماذا أفعل .
انسحبتُ تدريجياً دون أن تلحظ وجودي ، أخذتُ لها صورةً تذكارية قبل أن أدفنها في مقبرةِ القلب بلا أدنى عزاء ، ورحلت.

عند المساء دعوتها على العشاء في المطعم الذي التقينا فيه أول مرة .
حينما أتت ، لم أستطع احتمال اختناقَ صَبري الذي نفذ بسرعة ، طلبتُ القهوة بعد العشاءِ مباشرةً ،و ماإن أكملت فنجانها وجدت في قعره خاتم ألماسٍ ، دفعتُ نصِف ماأملك ثمناً له .
دهشتها الفرحةُ التي استوطنت ملامح وجهها وسألتني بغنجها المعتاد :
_ هذا لي ؟!
أخذتُ منها الخاتم بسرعةٍ خاطفة ، وسألتها :
_ إلى هذا الحدّ أعمتكِ المظاهر حتّى لم تري صاحبة الخاتم الحقيقي ؟!
رمقتني بعينين حادّتين ، كانتا سابقاً حدّ مقصلتي ، وكي أحافظ على هدوئي ، قبل أن تقول شيء يُشعل فتيل غضبي الكامن ، قلتُ لها :
_هذا لك..اشتريته صباحاً ، ألستِ تحبّين هذا النوع من العطر الرّجالي ؟
كانت علبة العطر ملفوفة بصورتها مع صديقها الجديد.
_الصّراحة إن العطر لم يكن حسب مزاجي ولا يليقُ بي ، ربما يليقُ به أكثر .!
تعثّرت بأعذارها الواهية فلم تستطع النّطق بها حتّى .
لملمتْ مابقي لها من كرامةٍ بطرفِ ثوبها الذي أهديتهُ لها سابقاً .
قالت :
_فهمت الموضوع غلط .
ضحكتُ بشدّة وكأنها أخبرتني نُكتة ، تمنّيتُ ساعتها أن أُلصقَ جسدها الضّعيف بالجدار وأنهرُها بقوّة ، لتعرف أنِّي الأقوى هنا ، ولم أكن دُميتها السّاذجة .
لكن لم يستطع قلبي العاشق المقهور فعل شيء .

استأذنتُ الرّحيل ومعي خاتم الألماس ، قبلَ أن تبدأ نحيبها الكاذب ، وتنهمرَ دمعاً يعلمُ نقطةَ ضعفي فيكسرها ..

التعليقات