

راحة البال، والشعورُ بالطمأنينة والسكينة: مطلبُ كلِّ إنسان ، وقد نفتقد هذا الهدوء النفسيَّ ونشعر بالضيق، ونشتاق إلى مشاعرَ تُطمئن أنفسَنا، وتبهج أرواحنا.
و مع ضيق سُبل العيش، وسرعةِ إيقاع الحياة، وتزاحمِ الأقدام والمركبات في كل مكان، واستعجال الناس في كل أمور حياتهم – أصبح لزامًا على كلِّ من لا يريد لمنسوب نكَدِه اليومي أن يتجاوز حدًّا معيَّنًا يرتفع معه ضغطُ دمه وسكره إلى مستويات خطرة، ويمضي يومه بسلام دون منغِّصات: أن يجيد استِخدام سلاح (التطنيش)، ويفعِّله في الوقت المناسب؛ بتجاوزه عن بعض إساءات وهفوات الآخرين، التي لا يَجلِبُ الردُّ عليها أحيانًا سوى المزيد من تفاقم الخلاف، وتبادلِ الكلام العنيف والسيِّئ، الذي قد يقود إلى شجار بالأيدي بدل الكلام.
على كلِّ عاقل في مواقفَ متفجرة كهذه أن يتحلَّى بضبط النفس، ويُمسِكَ لسانه ويجنِّبه البذاءات، عوضًا عن سرعة الغضب والاندفاع باستخدام اليد، وربَّما غيرها من أدوات مؤذية، قد تتسبَّب في أضرار بالغة للغير والنفس؛ كما هو الحال مع بعض المتهوِّرين.
معظم المواقف اليومية الموترة للنفوس المثيرةِ للأعصاب – أسبابُها هيِّنة، بل حتى تافهة! الواجب على كلِّ فطنٍ تفويتُها، والتغاضي عنها بقَدْر استطاعته قبل أن تتطوَّر وتتصاعَد لتصل إلى نهاياتٍ قد تكون أليمةً للطرفين حيث لا يبقى سوى النَّدم.
فلا داعي وأنت تقود سيَّارتك للغضب من بوق سيارة يستحثُّك على الاستعجال، أو مُراهق طائش أو غيره تجاوزك بشكلٍ خاطئ أو قام بمناورة بسيَّارته لاستفزازك، أو آخر يلوِّح بيده أو يصيح غاضبًا بكلمات لا تسمعها – غالبًا لحسن الحظ – من خلف الزُّجاج، وقِسْ على ذلك في كلِّ أمور الحياة، وفي كل مكان فيه احتكاك مباشر بين البشر.
☆ فمن أين تأتي هذه الراحة؟
♡ حينما تخلص النية لله وَحده، ويكون هدفك الأساسي هو إرضاءَه وطاعته.
♡حينما تكُفُّ عن القلق الزائد والخوفِ والتردُّد.
♡حينما تتوقف عن تأنيب نفسك بقسوة، ولا تفعل سوى عتابها وتدميرها بالكلمات السلبية.
♡الأفضل لك أن تُفكر في حلول واقعية، وتسعى إليها جاهدًا، وتصبر وتتوكل، وتفوِّض أمرك إلى الله، ولا تستعجل النتائج.
♡حينما تعرف أن المثالية والكمال لن تصل إليهما مهما فعلت؛ فهذه طبيعة البشر.( لا إرضاء يدركهم ).
♡حينما توجِّه كلَّ تفكيرك نحو ما ينفعك في هذه الدنيا وفي آخرتك.
♡حينما تفكر فيما تفيد به نفسَك وغيرك، وتسعى نحو الارتقاء بنفسك، وتنمية مواهبك وقدراتك، وتتعلم علمًا ينفعك، وتعم فائدتُه عليك وعلى الآخرين.
♡حينما تزيل كلَّ آثار عدم التسامح والرغبة في الانتقام ممن تعمَّد إيذاءك.( اعفو ، والله سيعفو عنك ).
♡ كلما شعرت بالحزن والضيق ، تذكر أن تتخلص من التفكير في مواقفَ محزنة، لا فائدة من تذكُّرها سوى تعذيب نَفْسك فقط .
♡ توقَّف عن تذكُّر أشخاص قد يكونون تسببوا في إلحاق الضرر بك، أو ظلموك؛ لأنه لا جدوى من تذكُّرهم.
♡ اشغل تفكيرك وخاطرك بما هو نافع لك، تذكَّرْ مواقفك الإيجابية، تذكر حسناتٍ وصفات ومواقفَ طيبةً رأيتها من الآخرين، وتعلَّم منهم واكتسب مهاراتٍ جديدة.
♡ علِّق قلبك وفكرك بكل ما هو إيجابي.
♡ غضبك من الآخرين وانشغال بالك بهم، لن يؤثر سوى فيك وحدك، وحتمًا سيكون تأثيرًا سلبيًّا، أما الآخرين، فقد تكون خارج دائرة اهتماماتهم، ولا يشغلهم مطلقًا سواء أكنت غاضبًا منهم، أو لم تسامحهم.
♡لا تقارن حياتك بالآخرين، ولا تشغل بالك بالبشر كثيرًا.
♡ ركز في حياتك وفي النعم العديدة التي منحها الله لك.
♡ حينما تعرف كيف تتخلص من كلِّ الأفكار السلبية المدمرة المحبطة.
♡ حينما تكُف عن الشكوى واللوم والعتاب والانتقادات التي توجهها للآخرين، وتبدأ أُسلوبًا جديدًا لتتعامل به في مواقف حياتك، والشخصيات التي تتعامل معها، أُسلوبًا أكثر حكمة وهدوءًا وتريثًا، أُسلوبًا يوجِّهُه ويرشده العقلُ والتفكُّر.
♡ حينما لا تيئس من رحمة الله.
♡ حينما لا تفقد الأمل في قدرة الله ومشيئته على تبديل حالك إلى أفضل حال .
♡ حينما يتملكك الشعور بالرضا، ستبصر راحة البال، وستعرف معنى انشراح الصدر والطمأنينة.
♡ أحسِنِ الظن بالله، وأخلِص النية له، واسعَ نحو التخلص من الأفكار والمشاعر السلبية، واستبدل بها أخرى إيجابية.
♡ ارتقِ بنفسك واصبر؛ حتى تنعم براحة البال.